الكتاب : المنقذ من الضلال - Al-Ghazali · Web viewويرى البعض أن...

89
( 450 505 )

Transcript of الكتاب : المنقذ من الضلال - Al-Ghazali · Web viewويرى البعض أن...

Page 1: الكتاب : المنقذ من الضلال - Al-Ghazali · Web viewويرى البعض أن هذا الشك مشابه لما حصل للعالم الفرنسي رينيه ديكارت

(450 – 505)

بـه اعتنىن أسماعيل محمد عبدالله رائق شذا- و- حزي

اإلسالمية الفلسفة موقع نشر

Page 2: الكتاب : المنقذ من الضلال - Al-Ghazali · Web viewويرى البعض أن هذا الشك مشابه لما حصل للعالم الفرنسي رينيه ديكارت

الفهرستتوطئة

لومالع دحوج طةسفالس لخادمينالبالط افنأص في القول

وحاصله الكالم: مقصوده علم - 1 الفلسفة – 2

تهمكاف رفالك ةمصو مولوش فةسالالف فناصأهملومع امسقأ

تهلائوغ يمعلالت بهذم في - القول3ةيوفالص قرط - 4

اإليه لقالخ افةك رارواضط: ةوبالن ةقيقح العلم نشر سبب عنـه اإلعراض بعد

والتحقيق النص عن مالحظه

Page 3: الكتاب : المنقذ من الضلال - Al-Ghazali · Web viewويرى البعض أن هذا الشك مشابه لما حصل للعالم الفرنسي رينيه ديكارت

توطئةالرحيم الرحمن الله بسم

ــالة ، ومقالة رسالة كل بحمده يفتتح الذي لله الحمد محمد على والصــادين وأصحابـه آله وعلى ، والرسالة النبوة صاحب المصطفى من اله

الضاللة.بعد: أما

، وأسرارها العلوم غاية إليك أبث أن ، الدين في األخ أيها سألتني فقد الحق استخالص في قاسيته ما لك وأحكي ، وأغوارها المذاهب وغائلة

وما ، والطـــرق المســـالك تبـــاين مع ، الفـــرق اضـــطراب بين من 1اعــــيف إلى ، التقليد حضــــيض عن االرتفــــاع من عليه اســــتجرأت

استفدته وما ، 2االستفسار 3تهـيوتاج وما ، الكالم علم من أوال من ثانيا وما ، اإلمـــام تقليد على الحق دركـــل القاصـــرين التعليم أهل طـــرق ازدريته ــا ــرق من ثالثـ ــارت وما ، التفلسف طـ يتهضـ ــرا طريقة من آخـ

ــاعيف في لي انجلى وما ، التصـــوف ، الخلق أقاويل عن تفتيشي تضـ ، الطلبة كثرة مع ، ببغداد العلم نشر عن صرفني وما ، الحق لباب من إلجابتك فابتدرت ، المدة طول بعد 5سابوربني همعاودت إلى 4دعاني وماــوف بعد ، مطلبك إلى ــدق على الوق وقلت ، رغبتك ص ــتعينا بالله مس

ثومستو ، عليه ومتوكال ، منه 6قا إليه: وملتجئاــادكم للحق نوأال ، إرشــادكم( تعــالى) الله - أحسن اعلمــوا - أن قيــان في الخلق اختالف ــذاهب في مةئاأل اختالف ثم ، والملل األدي ، الم

ــثرون فيه غرق عميق بحر ، الطرق وتباين الفرق كثرة على وما ، األك بما حــزب كل)) و ، النــاجي أنه يزعم فريق وكل ، األقلون إال منه نجا ، المرســلين ســيد بـه وعــدنا الــذي هو(32 )الــروم: (( فرحــون ميهلد

قال: حيث 7الصدوق الصادق وهو ، عليه الله صلوات أمتي ستفترق )) 8(( واحدة منـها الناجية فرقة وسبعين ثالثا

المرتفع. : المكان اليفاع 1.االستبصارق: في 2الطعام: كرهه. يقال: اجتوى 3.ردنيش: في 4نيسابور. يمعاودتش: في 5ق: في 6 .مستوفقا.المصدوقق: في 7أخر. بلفظ والترمذي ماجة وابن دواد وأبو أحمد رواه 8

Page 4: الكتاب : المنقذ من الضلال - Al-Ghazali · Web viewويرى البعض أن هذا الشك مشابه لما حصل للعالم الفرنسي رينيه ديكارت

اللالض نم ذنقالم الغزالي

.يكون أن وعد ما كان فقد البلــوغ راهقت منذ ( ، عمــري ) وريعــان شــبابي عنفوان في أزل ولم أقتحم ، الخمسين على السن أناف وقد ، اآلن إلى العشرين بلوغ قبل ضوــخ ال ، ورســالج ضوــخ تهمرغ وأخــوض ، العميق البحر هــذا ةــلج

، مشــكلة كل على هجمـــوأت ، مظلمة كل في وأتوغل ، الحذور الجبان وأستكشف ، فرقة كل عقيـــــــــدة عن وأتفحص ، ورطة كل وأتقحم 9ومبتــدع ومتسنن ، ومبطل حقم بين ألميز ؛ طائفة كل مذهب أسرار

ــــظاهري وال ، 10باطنيته على أطلع أن وأحب إال اباطني أغــــادر ال ، إال ا وال ، ظاهريته حاصل أعلم أن وأريد ــفيا ــوف وأقصد إال فلس على الوقــفته كنـه ــ وال ، فلسـ ــا ــ كالمه غاية على اإلطالع في وأجتهد إال متكلمـ

وال ، ومجادلته وال ، 11تهفيصو سر على العثـور على وأحرص إال صوفيا وال ، عبادته حاصل إليه يرجع ما وأترصد إال متعبدا 12زنديقا إال 13معطال

.وزندقته تعطيله في جرأته ألسباب للتنبه وراءه 14سسجوأت أمري أول من نيدودي دأبي األمور حقائق درك إلى التعطش كان وقد

ــان ــري وريعـ ــزة ، عمـ ــرة غريـ ــ الله من وفطـ ال ، تيلبج في اتعوضـ علي وانكســرت التقليد رابطة عــني انحلت حــتى ، وحيلــتي باختيــاري

صــــبيان رأيت إذ ؛ الصــــبا 15سن عهد قــــرب على الموروثة العقائد نشــوء ال اليهــود وصــبيان ، التنصر على إال نشوء لهم يكون ال النصارى

اإلســالم. على إال لهم نشوء ال المسلمين وصبيان ، التهود على إال لهم حيث وســلم عليه الله صلى الله رسول عن المروي الحديث وسمعت

:16 قال ويمجسأنه وينصرأنه يهودأنه فأبواه الفطرة على يولد مولود كل))

))17

مبتدع 9 واصبح مخترع : لغويا الدين. في المكروه المحدث على اصطالحاالباطنة. العقيدة وهنا السريرة : أينتهابطش: في 10.صفوتهق: في 11الدهر. ببقاء القائل العرب: الزنديق لسان في 12الخالق. صفات ينكر الذي هو المعطل 13ش: واتحسس. في 14ة: ش في 15 والنشاط. المشددة: الحدة الراء وفتح المعجمة الشين بكسر والشرة ، شر.يقول: ش في 16آخر. بلفظ ومسلم والبخاري أحمد رواه 17

-4-

Page 5: الكتاب : المنقذ من الضلال - Al-Ghazali · Web viewويرى البعض أن هذا الشك مشابه لما حصل للعالم الفرنسي رينيه ديكارت

اللالض نم ذنقالم الغزالي

العقائد وحقيقة ، األصلية الفطرة حقيقة( طلب) إلى باطني فتحرك ، التقليــدات هــذه بين والتمييز ، 18واألستاذين الوالدين بتقليد العارضة فقلت ، اختالفــات الباطل عن منها الحق تمييز وفي ، تلقينات وأوائلها

نفسي: في ــب فال ، األمور بحقائق العلم مطلوبي إنما 19أوال طلب من دــني العلم أن لي فظهر ؟هي ما العلم حقيقة ــذي هو اليقي 20كشفني ال

المعلــوم فيه الغلط إمكــان 21نهارقي وال ، ريب معه يبقى ال انكشــافا أنا ينبغي الخطأ من األمــان بل ؛ ذلك لتقــدير القلب يتسع وال ، والوهمــون يك ــا ــدى لو مقارنة لليقين مقارن ــار تح بطألنه بإظه يقلب من مثال الحجر والعصا ذهبــا ــا ذلك ثريو لم ، ثعبان ــكا ش ــارا ــإني ؛ وإنك إذا ف الثالثة بل ، قائــل: ال لي قــال فلو ، الثالثة من أكــثر العشرة أن علمتــثر ــرة من] أك ــدليل [ العش ــذه أقلب أني ب العصا ه ــا ، وقلبها ، ثعبان

منه لي يحصل ولم ، معرفتي في بسببه أشك لم ، منه ذلك وشاهدت.فال ، علمته فيما 22الشك فأما!عليه قدرته كيفية من التعجب إال من النـوع هـذا أتيقنه وال الوجه هـذا على أعلمه ال ما كل أن علمت ثم

، معه أمــــان ال علم وكل ، معه أمــــان وال به ثقة ال علم فهو ، اليقينيقيني. بعلم فليس

ويجمع ، معرب فارسي أستاذ جمع 18 وأساتيذ. أساتذة على أيضا : بدون ش في 19 .أوال.يكشف: ش في 20.يفارقهق: في 21.بسببه: زاد ق في 22

-5-

Page 6: الكتاب : المنقذ من الضلال - Al-Ghazali · Web viewويرى البعض أن هذا الشك مشابه لما حصل للعالم الفرنسي رينيه ديكارت

لومالع دحوج طةسفالس لخادم - 1 نفسي فوجدت علومي عن فتشت ثم ــهذه موصوف علم من عاطال بـ

اليــأس حصول بعد اآلن:قلتف .والضروريات الحسيات في إال الصفةــاس في مطمع ال ، ــكالت اقتب ــيات وهي ، اتالجلي من إال المش الحس

إحكامها من بد فال ، والضـــــــــــروريات 23ثقـــــــــــتي نأ ألتيقن أوال

أمــاني جنس من ، الضروريات في الغلط من وأماني ، بالمحسوسات في الخلق أكــثر أمــان جنس ومن ، اتيالتقليد في بلق من كــان الذي

بجد فــأقبلت ؟له غائلة وال فيه غــدر ال محقق أمــان هو أم ، النظريــاتــكك أن يمكنني هل وأنظر ، والضروريات المحسوسات أتأمل بليغ أش

ــانتهي ، فيها نفسي ــول بي ف ــكك ط ــمح لم أن إلى 24التش نفسي تســليم ــان بتس ــات في األم المحسوس ــا فيها للشك تسعت توأخذ ، أيض

ــولتو ــ ــاتبا الثقة أين من : 25ق ــ ؟البصر حاسة وأقواها ، 26لمحسوس فتراه الظل إلى تنظر وهي ، الحركة بنفي وتحكم ، متحرك غير واقفا

ــاهدة بالتجربة ، ثم ــاعة بعد ، والمش ــرف ، س ــرك أنه تع لم وأنه متحــرك ــدة دفعة يتح ــدريج على بل ، بغتة( ) واح ــتى ، ذرة ذرة الت لم ح

فــتراه الكــوكب إلى وتنظر وقــوف. حالة له 27كني مقــدار في صــغيرا المقدار. في األرض من أكبر أنه على تدل الهندسية األدلة ثم ، 28دينار

، بأحكامه الحس حـــاكم فيها يحكم المحسوســـات من وأمثاله هـــذاو ويخونـه العقل حاكم ويكذبـه .مدافعته إلى سبيل ال تكذيبا

بالمحسوســـــــات الثقة بطلت فقلت: قد إال ثقة ال فلعله ، أيضـــــــا ، الثالثة من أكــثر كقولنــا: العشــرة ، األوليــات من هي التي بالعقليات

ال الواحد والشــيء ، الواحد الشــيء في يجتمعــان ال واإلثبــات والنفي يكـــون حادثـــا ، قـــديما موجـــودا ، معـــدوما ــا محـــاال. فقـــالت واجبـ

كثقتك بالعقليـــــات ثقتك تكـــــون أن تـــــأمن : بمتاســـــوسحمال كنت وقد ، بالمحسوسات ولوال ، فكذبني العقل حاكم فجاء ، بي واثقا

ــاكم ــتمر لكنت العقل ح ــديقي على تس العقل إدراك وراء فلعل ، تصش: أثقتي. في 23ش: التشكيك. في 24ويقول. فيها الشك هذا يتسع : وأخذ ش في 25.لحواسق: با في 26ش: تكن. في 27: الدينار. ش في 28

Page 7: الكتاب : المنقذ من الضلال - Al-Ghazali · Web viewويرى البعض أن هذا الشك مشابه لما حصل للعالم الفرنسي رينيه ديكارت

اللالض نم ذنقالم الغزالي

العقل حاكم تجلى كما ، حكمه في العقل كذب ، تجلى إذا ، آخر حاكماــذب ــدم ، حكمه في الحس فكـ ــدل ال ، اإلدراك ذلك تجلي وعـ على يـــوقفتته.اســتحال ذلك جــواب في النفس فت ــدت ، قليال إشــكالها وأي النــوم في تعتقد تــراك وقــالت: أما ، بالمنــام وتتخيل ، أمــورا ، أحــواال لها وتعتقد ثباتا تستيقظ ثم ، فيها الحالة تلك في تشك وال ، واستقرارا تأمن فبم ؛ وطائل أصل ومعتقداتك متخيالتك لجميع يكن لم أنه فتعلم

باإلضــافة حق هو عقل أو بحس يقظتك في تعتقــده ما جميع يكون أن تكــون حالة عليك تطــرأ أن يمكن لكن [ ؛ فيها أنت الــتي] حالتك إلى

يقظتك وتكــون ، منامك إلى يقظتك كنسبة ، يقظتك إلى نسبتها نومــا تــوهمت ما جميع أن تيقنت الحالة تلك وردت إليهــا! فــإذا باإلضــافة

الصـــوفية 29تدعيه ما الحالة تلك ولعل ، لها حاصل ال خيـــاالت بعقلك ( ، لهم) الــتي أحــوالهم في يشاهدون أنـهم يزعمون إذ ؛ حالتهم هاـأن

، حواســهم عن وغــابوا ، أنفســهم في غاصوا إذا هــذه توافق ال أحــواال صــلى الله رســول قــال إذ ، المــوت هي الحالة تلك ولعل.المعقوالت

وسلم: عليه الله30(( انتبـهوا ماتوا فإذا نيام الناس))

له ظهــرت مــات فــإذا.اآلخــرة إلى باإلضــافة نــوم الــدنيا الحياة فلعل ذلك: عند له ويقال ، اآلن يشاهده ما خالف على األشياء (( )ق: حديد اليوم فبصرك غطاءك عنك فكشفنا))

22)ــذلك حاولت ، النفس في وانقدحت الخواطر هذه لي 31تخطر فلما ل

دليل نصب يمكن ولم ، بالــدليل إال دفعه يكن لم إذ ، يتيسر فلم عالجا تــركيب يمكن لم مســلمة تكن لم فــإذا ، األولية العلــوم تركيب من إال

ودام ، 32الــداء هــذا الــدليل. فأعضل على فيهما أنا شــهرين من قريبــا شفى حتى ، والمقال النطق بحكم ال ، الحال بحكم السفسطة مذهب

النص. في ثبتناه ما والصواب ؛ : ندعية ش في و د: يدعيه في 29عنه. الله رضي طالب أبى بن على كالم من ولكن بحديث ليس : أنه ش في يقول 30: خطر. ش في 31 بالغزالي أدت التي الروحانية األزمة غير وهي الشك فترة تسمى التي هي الحالة هذه 32

ــرك إلى ــداد ت ــرىمعرفية هي وإنما روحانية غ��ير بطابعها وهي األولى األزمة وهي ؛ بغ . ويــالم حصل لما مشابه الشك هذا أن البعض كتبه ما ذلك في راجع ديكــارت رينيه الفرنسي للع في بدوي الرحمن عبد كتبه وما ،29 ص تحقيقه )المنقذ( من حاشية في الدين شمس أحمد فكره في الغزالي: دراسات حامد أبو كتاب ( في الغزالي حول : ) أوهام بعنوان مقالة

م.1988 لعام بالرباط اإلنسانية والعلوم اآلداب كلية منشورات ، وتأثيره وعصره

-7-

Page 8: الكتاب : المنقذ من الضلال - Al-Ghazali · Web viewويرى البعض أن هذا الشك مشابه لما حصل للعالم الفرنسي رينيه ديكارت

اللالض نم ذنقالم الغزالي

، واالعتــدال الصــحة إلى النفس وعــادت ، المرض ذلك من تعالى الله مقبولة العقلية الضروريات ورجعت ولم ؛ ويقين أمن على بـها موثوقا

في تعـــالى الله قذفه بنـــور بل ، كالم وتـــرتيب دليل بنظم ذلك يكن الكشف أن ظن فمن ، المعــارف أكــثر مفتــاح هو النــور وذلك الصــدر الواســعة[ تعالى ] الله رحمة ضيق فقد المحررة األدلة على موقوف

ومعنــاه( الشــرح) نع وسلم عليه الله صلى الله رسول سئل ولما ؛ تعالى: قوله في

لإلسالم(( صدره يشرح يهديه أن الله يرد فمن)) (125)األنعام:

ــل: (( القلب في تعالى الله يقذفه نور )) هوقال: ؟( عالمته وما)فقيــال: ــافي))ق ــرور دار عن التج ـود دار إلى واإلنابة الغ . وهو33(( الخلـ

فيه: وسلم عليه الله صلى قال الذي34(( نوره من عليهم رش ثم ظلمة في الخلق خلق تعالى الله إن))

من ينبجس النــور وذلك ، الكشف يطلب أن ينبغي النــور ذلك فمن الله صلى قال كما له الترصد ويجب ، األحايين بعض في اإللهي الجودوسلم: عليه

في لربكم إن)) 35(( لها فتعرضوا أال نفحات دهركم أيام

حــتى ، الطلب في الجد كمــال يعمل أن الحكايات هذه من والمقصود هاـــفأن ، مطلوبة ليست األوليــات فــإن.يطلب ال ما طلب إلى ينتهي

، يطلب ال ما طلب ومن.واختفى 36قدف طلب إذا والحاضر.حاضـــرةيطلب. ما طلب في بالتقصير يتهم فال

بعضا. بعضها يشد ومتصلة مرسلة بطرق تفسيره في كثير ابن ذكره 33آخر. بلفظ والحاكم والترمذي أحمد رواه 34 بلفظ هريرة وأبو والبيهقي ، قريب أخر بلفظ الكبير الفتح في والسيوطي الطبراني رواه 35

أنس. عن نعيم وأبو ، آخر: نفر. ش في 36

-8-

Page 9: الكتاب : المنقذ من الضلال - Al-Ghazali · Web viewويرى البعض أن هذا الشك مشابه لما حصل للعالم الفرنسي رينيه ديكارت

الطالبين : اصناف اللالض نم ذنقالم الغزالي

ينالبالط افنأص في القول رتصــحنأ ، جــوده وســعة بفضــله المــرض هــذا من الله شــفاني ولما

فرق: أربع في عندي الطالبين أصنافوالنظر. الرأي أهل أنـهم عونيد وهمالمتكلمون:.1 والمخصوصــون التعليم أصحاب أنـهم يزعمون وهمالباطنية:.2

المعصوم. اإلمام من باالقتباسوالبرهان. المنطق أهل أنـهم يزعمون وهمة:فالسفال.3ــاهدة وأهل الحضرة خواص أنـهم يدعون وهمالصوفية:.4 المش

.والمكاشفة هم فهــؤالء ، األربعة األصــناف هــذه يعــدو ال : الحق نفسي في فقلت

درك في يبقى فال ، عنهم الحق شذ فإن ، الحق طلب سبل السالكون و) ؛ مفارقته بعد التقليد إلى الرجـــــوع في مطمع ال إذ ، مطمع الحق

ــرط( من ــإذا ، مقلد أنه يعلم ال أن 37المقلد ش ــرت ذلك علم ف انكســده زجاجة ــرأب ال 38شــعب وهو ، تقلي ــالتلفيق يلم ال 40وشــعث ، 39ي ب

مستجدة. أخرى صنعة له ويستأنف ، بالنار يذاب أن إال ، والتأليف هذه عند ما واستقصاء ، الطرق هذه لسلوك فابتدرت الفــرق. مبتــدئا

بعلم ، الفلســفة بطريق الكالم. ومثنيا ، الباطنية بتعلم ومثلثــا ومربعــاالصوفية. بطريق

* **

المقلد. شرط من : إذ ش في 37 هنا والمراد ، الجبلين بين انفراج المهملة العين وسكون المعجمة الشين بكسر الشعب 38

شق.: اليصلح. اليرأب 39األمور. من تفرق : ما شعث 40

-9-

Page 10: الكتاب : المنقذ من الضلال - Al-Ghazali · Web viewويرى البعض أن هذا الشك مشابه لما حصل للعالم الفرنسي رينيه ديكارت

لهاصوح ودهصقم: مالالك ملع- 1ــدأت إني ثم ــ لته ، الكالم بعلم ابتـ ــ ــ ــالعت ، وعقلته فحصـ ــ كتب وطـ

فصــادفته ، أصــنف أن أردت ما فيه وصــنفت ، منهم المحققين ــا علم حفظ 41همنـ مقصـودال وإنما ؛ بمقصـودي واف غـير ، بمقصـوده وافيـا أهل تشــويش عن [ وحراســتها الســنة أهل على] الســنة أهل عقيدة عقيــدة رسوله لسان على عباده إلى( تعالى) الله ألقى فقد.البدعة

بمعرفته نطق كما ، ودنيــــاهم دينهم صــــالح فيه ما على ، الحق هيــار القــرآن المبتدعة وســاوس في الشــيطان ألقى ثم ، واألخب أمــورا على الحق عقيــدة يشوشــون وكــادوا بـــها 42فلهجــوا ، للســنة مخالفة لنصــرة دواعيهم وحــرك ، المتكلمين طائفة تعــالى الله فأنشأأهلهــا. على ، المحدثة البــدع أهل تلبيســات عن يكشف ، مــرتب بكالم السنة طائفة قــام لقد. ووأهله الكالم علم نشأ فمنه ؛ المــأثورة السنة خالفــهم بما منهم ــالى) الله ندبـ ــنوا ، إليه( تع ــذب فأحس ــنة عن ال ، الس

ما وجه في والتغيير ، النبوة من بالقبول المتلقاة العقيدة عن والنضال تســلموها مقــدمات على ذلك في اعتمدوا ولكنهم ؛ البدعة من أحدث

، األمة إجماع أو ، التقليد إما:تسليمها إلى واضطرهم ، خصومهم من في خوضــهم أكــثر وكــان. واألخبــار القــرآن من القبــول مجــرد أو

وهــذا.مســلماتهم بلــوازم ومؤاخــذتهم ، الخصوم ناقضاتم استخراج الضـروريات سـوى يسلم ال من 43حق في النفع قليل ) شـيئا ( ، أصـال حقي في الكالم يكن فلم شــافيا. أشــكوه كنت الــذي لدائي وال ، كافيا تشوق ، المدة وطالت فيه الخوض وكثر الكالم صنعة نشأت لما ، نعم

األمور حقائق عن بالبحث( السنة عن) الذب محاولة إلى المتكلمون لما ولكن.وأحكامها 44واألعــراض الجــواهر عن البحث في وخاضــوا ،

فلم ، القصوى الغاية فيه كالمهم يبلغ لم ، علمهم مقصود ذلك يكن لم ؛ الخلق اختالفـات في الحـيرة ظلمـات بالكلية 45قيمحـ ما منه يحصل

حصــول في أشك لست بل!لغــيري ذلك حصل قد يكــون أن أبعــد وال: مقصوده. ش في 41واعتاده. عليه فثابر به باألمر: أولع لهج 42.: جنب ش في 43األصل 44 الجوهر: العرض المصطلح وفي به يقوم موضع إلى يحتاج الذي هو الماهية.

يحله. جسم الى المحتاج كاللون: يـمحو. ش في 45

-10-

Page 11: الكتاب : المنقذ من الضلال - Al-Ghazali · Web viewويرى البعض أن هذا الشك مشابه لما حصل للعالم الفرنسي رينيه ديكارت

: الفلسفةاللالض نم ذنقالمالغزالي

ولكن لطائفة ذلك حصوال ليست التي األمور بعض في بالتقليد مشوبا !األوليات من

فــإن ، به استشــفى من على اإلنكــار ال ، حــالي حكاية اآلن والغــرضــفاء أدوية ــاختالف تختلف الش ــداء. وكم ب ــريض به ينتفع دواء من ال م

آخر! بـه ويستضر * **

-11-

Page 12: الكتاب : المنقذ من الضلال - Al-Ghazali · Web viewويرى البعض أن هذا الشك مشابه لما حصل للعالم الفرنسي رينيه ديكارت

: الفلسفةاللالض نم ذنقالمالغزالي

ةفلسالف - 2لهاوحصم.يذم ال وما منها ممومذال.به. يكفر ال وما قائلة به يكفر ومادعتيب ال وما فيه دعتيب وما.الحق أهل كالم من الفالسفة سرقه ما وبيان.ذلك درج في باطلهم لترويج الحق أهل بكالم مزجوه ما بيانو.الحق ذلك من النفــوس نفــرة حصولو البشر قبول عدم وكيفية

بالباطل. الممزوججملة من والبهــرج الزيف من الخــالص الحق اســتخالص وكيفية

46كالمهم. وعلمت الفلس��فة بعلم ، الكالم علم من الفراغ بعد ، ابتدأت إني ثم

ــوم من نوع فساد على يقف ال أنه ، يقينا منتهى على يقف ال من ، العلــتى ، العلم ذلك ــاوي حـ يزيد ثم ، العلم[ ذلك ] أصل في أعلمهم يســـاوز عليه ــاحب عليه يطلع لم ما على فيطلع ، درجته ويج من العلم ص ا.ــحق فســاده من يدعيه ما يكــون أن يمكن 48ذاك اإذو ، وغائله 47غـور أر ولم .ذلك إلى وهمته عنايته صرف اإلسالم علماء من أحداــتغلوا حيث ، كالمهم من(( المتكلمين)) كتب في يكن ولم ــالرد اش ب

يظن ال ، والفســاد التنــاقض ظاهرة ، مبددة معقدة كلمات إال ، عليهم ، عامي 49لقاعب بـها االغترار فعلمت .موالعلــ دقائق يدعي عمن فضال

، عماية في رمى 50هكنهــــ على واإلطالع فهمه قبل المــــذهب رد أن بمجــرد ، الكتب من العلم ذلك تحصــيل في ، الجد ساق عن فشمرت أوقـــات في ذلك على وأقبلت ، بأســـتاذ اســـتعانة غـــير من المطالعة 51ممنو وأنا ، الشــرعية العلــوم في والتــدريس التصــنيف من فــراغي

ببغداد. الطلبة من رنف لثالثمائة واإلفادة بالتدريس

ق. و ش في زائدة الثمانية النقط هذه جميع 46: غوره. ش في 47ش: فإذذاك. في 48ش: بغافل. في 49اللسان. غايته. لسان أي األمر هذا كنه : بلغت يقال ؛ ونـهايته الشيء : قدر كنهه 50به. : مبتلى ممنو 51

-12-

Page 13: الكتاب : المنقذ من الضلال - Al-Ghazali · Web viewويرى البعض أن هذا الشك مشابه لما حصل للعالم الفرنسي رينيه ديكارت

: الفلسفةاللالض نم ذنقالمالغزالي

األوقــات هــذه في المطالعة بمجــرد[ وتعالى ] سبحأنه الله فأطلعنيــومهم منتهى على ، المختلسة ــ ــنتين من أقل في علـ ــ أزل لم ثم.سـ

فهمه بعد فيه التفكر على أواظب ــا ــنة من قريبـ ــاوده ، سـ وأردده أعـــبيس خداع من فيه ما على اطلعت حتى ، وأغواره غوائله وأتفقد ، وتل

، وتخييل وتحقيق فيه. أشك لم اطالعا رأيتهم فإني ؛ علومهم حاصل وحكاية 52محكايته اآلن فاسمع ، أصــنافا علومهم ورأيت 53وصـمة يلـزمهم أصـنافهم كـثرة على وهم ؛ أقسـاما

األواخر وبين ، واألقــدمين منهم القــدماء بين كان وإن ، واإللحاد الكفرمنه. والقرب الحق عن البعد في عظيم تفاوت ، واألوائل منهم

* **

: حكايته. ش في 52: سمة. ش في 53

-13-

Page 14: الكتاب : المنقذ من الضلال - Al-Ghazali · Web viewويرى البعض أن هذا الشك مشابه لما حصل للعالم الفرنسي رينيه ديكارت

: الفلسفةاللالض نم ذنقالمالغزالي

رفالك ةمصو مولوش فةسالالف فناصأ54 تهمكاف

إلى ينقســمون ، مذاهبـــهم واختالف فــرقهم كــثرة على ، أنـهم:اعلمواإللهيون. ، والطبيعيون ، أقسام: الدهريون ثالثة

ــدوا األقــدمين من طائفة وهم :-ال��دهريون: األول الص��نف جح يــزل لم العــالم أن وزعمــوا ، القــادر العــالم ، المــدبر الصانع موجــودا من والنطفة ، النطفة من الحيــوان يــزل ولم ، صــانع بال بنفسه كــذلك

يكون وكذلك ، كان كذلك ، الحيوان .الزنادقة هم وهؤالء أبدا عــالم عن بحثهم أكثروا قوم وهم:- الطبيعيون :الثاني والصنف

علم في الخــوض وأكــثروا ، والنبــات الحيــوان عجــائب وعن ، الطبيعة تعــالى الله صــنع عجــائب من فيها فــرأوا ، الحيوانــات أعضــاء تشــريح ، حكيم 55بفـــاطر االعـــتراف إلى معه اضـــطروا مما ، حكمته وبـــدائع

وعجــائب التشــريح يطــالع وال.ومقاصــدها األمــور غايــات على مطلع بكمــال الضــروري العلم هــذا له ويحصل إال ، مطــالع األعضــاء منــافعــثرة ، هؤالء أن اإلنسان. إال بنية سيما ال ؛ الحيوان لبنية الباني تدبير لك

في عظيم تــأثير - المــزاج العتدال - عندهم ظهر ، الطبيعة عن بحثهم تابعة اإلنســان من العاقلة القــوة أن فظنــوا.بـه الحيــوان قــوى قــوام

لمزاجه 57تانعـدم إذا ثم.56نعـدمتف مزاجه ببطالن تبطل هاـوأن ، أيضا

تمــوت النفس أن إلى فــذهبوا.زعمـوا كما المعــدوم إعادة يعقل فال ، والنشر والحشر] ، والنــار الجنة وأنكــروا ، اآلخــرة فجحدوا ، تعود وال للمعصــية وال ، ثــواب للطاعة عندهم يبق فلم ، والحساب والقيامة [ ،

األنعام. أنـهماك الشهوات في وأنـهمكوا اللجام عنهم فانحل ، عقاب وه��ؤالء ــان أصل ألن زنادقة أيض��ا ــان هو اإليم ــوم بالله اإليم والي

وصفاته. بالله آمنوا وإن ، اآلخر اليوم جحدوا وهؤالء.اآلخر [: مثل] ، منهم المتــأخرون وهم :- اإللهي�ون: الث�الث والص�نف

، أرســطاطاليس أستاذ 59وأفالطون ، أفالطون أستاذ وهو ، 58سقراط

.بالكفر كافتهم واتصاف الفالسفة أصناف: ش في 54.رداقب: ش في 55: فينعدم. ش في 56: انعدم. ش في 57

-14-

Page 15: الكتاب : المنقذ من الضلال - Al-Ghazali · Web viewويرى البعض أن هذا الشك مشابه لما حصل للعالم الفرنسي رينيه ديكارت

ــوم لهم وهذب ، المنطق[ لهم] رتب الذي هو 60وأرسطاطاليس العل يكن لم ما لهم روحر ، ــجف كــان ما لهم جوأنضــ ، قبل من محــررا من ا

الدهرية من األولين الصـــــنفين على ردوا بجملتهم وهم ، علـــــومهم . ))غيرهم بـه أغنوا ما فضائحهم عن الكشف في وأوردوا ، والطبيعية

على أرســطاطاليس رد بتقــاتلهم. ثم(( القتــال المؤمــنين الله وكفىرد ، اإللهـيين من قبلهم كـان ومن ، وســقراط أفالطون فيه يقصر لم ا

ــتى ــبرأ ح ــتبقى أنه إال ؛ جميعهم عن ت اس ــا ــرهم 61ئلرذا من أيض كفــدعتهم ــوجب ، 62نهاع عوللنـز يوفق لم بقايا وب ــيرهم ف ــير ، تكف وتكف و 65يوالفــاراب 64ســينا كــابن ، اإلســالميين المتفلســفة من 63شــيعتهم

سفةلمتف من أحد أرسطاطاليس علم بنقل يقم لم أنه . على66غيرهمــالميين ــام اإلس ــذين كقي ــرجلين ه من يخلو ليس غيرهما نقله وما.ال

يفهم ال وما.يفهم ال حــتى المطــالع قلب فيه يتشــوش وتخليط تخبيط ، أرسطاطاليس فلسفة من عندنا صح ما ومجموع ؟يقبل أو ردي كيف

أقسام: - ثالثة في ينحصر ، الرجلين هذين نقل بحسب وكل مكتوبة آثار له وليس شيء، يعلم ال أنه ق. م.( ادعى399-469) يوناني فليسوف 58 بتهمة ضــده دعــوة اليونانية المحكمة محدثاته. رفعت من أفالطون تلميذه سجله ما عندنا ما

بالسم. وأعدمته الشباب افسادفليسوف 59 تلميذ347-427) يوناني ق.م.( وأسس أستاذه، محدثات سجل سقراط

ــا( ثم سركيوز في السياسي الدور جرب األكادمية، سماها للفلسفة مدرسة إلى رجع )ايطالي قال ، حوله السياسي الوضع تغير عندما أثنيا اليونان عاصمة ــرر أن يريد ال أنه لذلك مبررا تتك الفلسفة ضد الجريمة الجمهورية. كتاب أعماله أهم سقراط. من إعدام حادثة إلى مشيرا

فليسوف 60 تلميذ347-427) مقدوني ق.م.( عشرون مدرسته في درس أفالطون، ليكون بلده إلى رجع ثم عاما، مدرسة وأسس أثنيا إلى عــاد ثم المقــدوني، لإلســكندر مدرسا

واســتمرت المعرفة أنــواع شــتى تالميــذه مع فيها وبحث أفالطون، وفاة بعد الليسيم، سماهاــدة. ثم بســنوات مماته بعد ــادرة اضــطر عدي ــدما أثنيا مغ ــوفى عن أمر وضــعف االســكندر ت

يلقي وهو يمشي أن المعلم عــادة كــانت ( ألنه ) بالمشــائين اشــتهروا المقــدونيين. تالميــذه المعــروف الحفيد القرطبي رشد ابن الفليسوف أعماله على المعلقين أشهر المحاضرة. من

والنفس االخالق في وكتب النطق علم عام. هــذب بمائة الغزالي بعد ازدهر بـ"المعلق" الذيافالطون. كتب بما واكتفوا العرب تصل لم السياسية واعماله الطبيعة، وراء وما.رذاذق: في 61.نهام للنـزع: ش في 62.متبعيهم: ش في 63 ، والفليسوف األصل( الطبيب هـ( )فارسي428-370) سينا ابن علي الحسين أبو هو 64

الفلسفة. )النجاة( في )الشفا( وكتاب الطب( وكتاب في )القانون كتاب صاحب كتاب صاحب األصل( المشهور )تركي هـ( الفليسوف339-260) الفارابي نصر أبو 65

شرحه قرأ حتى ارسطو يفهم لم أنه سينا أبن الفلسفة. زعم في وكتب الكبير الموسيقىسينا. ابن بعد اشتهر ولكنه عصره، في يشتهر الفارابي. لم ألفه الذى

غيرهما. ش وفي ، أمثالهماق: في 66

-15-

Page 16: الكتاب : المنقذ من الضلال - Al-Ghazali · Web viewويرى البعض أن هذا الشك مشابه لما حصل للعالم الفرنسي رينيه ديكارت

به. التفكير يجب قسم.1به. التبديع يجب وقسم.2 إنكاره يجب ال وقسم.3 .67فلنفصله أصال

* **

.فلنفصله: ش في ناقص 67

-16-

Page 17: الكتاب : المنقذ من الضلال - Al-Ghazali · Web viewويرى البعض أن هذا الشك مشابه لما حصل للعالم الفرنسي رينيه ديكارت

هملومع امسقأ :أقســام - ســتة نطلبه الــذي الغرض إلى - بالنسبة علومهم أعلم: أن

وخلقية. ، وسياسية ، وإلهية ، وطبيعية ، ومنطقية ، رياضية1 ��- هيئة وعلم والهندسة الحســاب بعلم فتتعلقالرياض��ية: أما

األمور امنه شيء يتعلق وليس ، 68مالعال الدينية ـب ا نفـي ا هي بل ، وإثباـت تولــدت ومعرفتهــا. وقد فهمها بعد مجاحدته إلى سبيل ال برهانية أمورآفتان: منها

ومن دقائقها من يتعجب فيها ينظر من ان :ىاألول 69اح�������داهما يحسبو ، الفالســفة في اعتقاده ذلك بسبب فيحسن ، براهينها ظهور

ــذا البرهان وثاقة [ فيو] الوضوح في علومهم جميع أن العلم. ثم كه تناولته ما بالشــرع هاونـــهمـوت وتعطيلهم كفــرهم من ســمع قد يكــون

الـدين كـان ويقول: لو المحض بالتقليد فيكفر األلسن اختفى لما حقـا كفــرهم بالتســامع عــرف فــإذا العلم! هذا في تدقيقهم مع هؤالء على

وكم.للــدين واإلنكــار الجحد هو الحق أن على 71ســتدلا 70همحدوج وإذا!سـواه له مسـتند وال 73العـذر بــهذا الحق عن 72ضلي منم رأيت يكــون أن يلزم ليس واحدة صناعة في له: الحاذق قيل كل في حاذقــا

والكالم الفقه في الحاذق يكون أن يلزم فال ، صناعة الطب في حاذقا بالعقليـات الجاهل يكــون أن وال ، أهل صـناعة لكل بل ، بـالنحو جـاهال

( ) قد والجهل الحمق كــان وإن.والســبق البراعة[ رتبة ] فيها بلغــواــزمهم ــ ــيات في األوائل فكالم.غيرها في يل ــ ــاني الرياض ــ وفي ، بره قرر إذا فهذا .فيه وخاض بهجر من إال ذلك يعرف ال ؛ تخميني اإللهيات

تحمله بل ، القبـول موقع منه يقع مل ، بالتقليد 74 ألحـد الـذي هذا على على يصر أن على ، التكــايس وحب ، الباطلة والشــهوة ، الهــوى غلبة

كلها. العلوم في بـهم الظن تحسين

ش: العلم. في 68: احداهما. ش في ناقص 69.جورهمق: في 70: فيستدل. ش في 71: ضل. ش في 72ش: القدر. في 73.اتخذ: ش في 74

-17-

Page 18: الكتاب : المنقذ من الضلال - Al-Ghazali · Web viewويرى البعض أن هذا الشك مشابه لما حصل للعالم الفرنسي رينيه ديكارت

ــذه ــوم تلك في يخــوض من كل زجر يجب ألجلها عظيمة آفة فه ، العل ، علــومهم مبــادئ من كانت لما ولكن ، الدين بأمر تتعلق لم وإن فأنها

من وينخلع إال فيها يخــوض من لقــف ، وشــؤمهم شــرهم إليه 75ســرىالتقوى. لجام رأسه عن وينحل الدينــأتالثاني��ة: اآلفة ــديق من نش ــالم ص ــدين أن ظن ، جاهل لإلس ال علــومهم جميع فــأنكر:إليهم منســوب علم كل بإنكــار ينصر أن ينبغي

، والخســوف الكســوف في قــولهم أنكر حــتى ، فيها جهلهم وادعى عــرف من سمع ذلك قرع فلما.الشرع خالف على قالوه ما أن وزعم اإلســالم أن اعتقد ولكن ، برهأنه في يشك لم ، القــاطع بالبرهان ذلك

ــني ــار الجهل على مب ــان وإنك ــاطع البره ــ ، الق ــحب للفلســفة زداديف اــالم ولإلس ــا ــدين على عظم ولقد.بغض اإلســالم أن ظن من جناية ال

العلــوم لهــذه تعــرض الشــرع في وليس ، العلــوم هــذه بإنكــار ينصر الدينيــة. وقوله لألمــور تعــرض العلــوم هــذه في وال ، واإلثبــات بالنفيوسلم: عليه الله صلى لموت ينخسفان ال تعالى الله آيات من آيتان والقمر الشمس إن))

ذلك رأيتم فإذا لحياته وال أحد.76(( الصالة وإلى تعالى الله ذكر إلى فافزعوا

الشمس بمسير المعرف الحساب علم إنكار يوجب ما هذا في وليســوص وجه على مقابلهما أو واجتماعهما والقمر عليه) قوله أما.مخص هـذه توجد فليس(( لـه خضع لشـيء تجلى إذا الله لكن )) :( السـالموآفتها. الرياضيات حكم أصال. فهذا حاالصح في الزيادة

بالدين منها شيء يتعلق فال المنطقيات: وأما – 2 نفيا بل ، وإثباتا البرهـان مقـدمات وشـروط والمقـاييس األدلة طرق في النظر 77يه

إما العلم ترتيبــه. وأن وكيفية الصــحيح الحد وشــروط ، تركيبها وكيفية ؛ البرهــان معرفته وسـبيل تصـديق وإما ، الحد معرفته وسـبيل تصـور ذكـــــره ما جنس( من) هو بل ، ينكر أن ينبغي ما هـــــذا في وليس

ــون ــ ــهم وإنما ، األدلة في النظر وأهل المتكلم ــ ــارات يفارقونـ ــ بالعب ومثال ، والتشعيبات التعريفات في االستقصاء بزيادة ، واالصطالحات

بعض أن لــــزم(( ب)) (( أ)) كل أن ثبت قــــولهم: إذا فيها كالمهمــان كل أن ثبت إذا (( أي أ)) (( ب)) ــ ــوان إنس ــ ــزم ، حي ــ بعض أن ل: يسرى. ش في 75 ماجة وأبن والنسائي وأحمد البخاري في مختلفة. يوجد وطرق بأسانيد الحديث هذا روي 76

ومالك.: هو. ش في 77

-18-

Page 19: الكتاب : المنقذ من الضلال - Al-Ghazali · Web viewويرى البعض أن هذا الشك مشابه لما حصل للعالم الفرنسي رينيه ديكارت

موجبة تنعكس الكلية الموجبة بأنه اهذ عن ويعـبرون. إنسـان الحيوان لم أنكر فـإذا ؟وينكر يجحد حـتى الدين بمهمات لهذا تعلق جزئية. وأي

ــاد سوء إال المنطق أهل عند إنكاره من يحصل المنكر عقل في االعتق لهم ، نعم.اإلنكــار هذا مثل على موقوف أنه يزعم الذي دينه في بل ،

للبرهــان يجمعــون أنـــهم وهو ، العلم هذا في الظلم من نوع شــروطا المقاصد إلى االنتهــــاء عند لكنهم ، محالة ال اليقين تــــورث أنها يعلم

، التســاهل غاية تســاهلوا بل ، الشروط بتلك الوفاء أمكنهم ما الدينية المنطق في ينظر وربما ويراه يستحسنه من أيضا ــحا أن فيظن ، واض

ــات من عنهم ينقل ما ــبراهين تلك بمثل مؤيد الكفريـ ــتعجلاف ، الـ سـاإللهية. العلوم إلى االنتهاء قبل بالكفر اآلفة فهذه إليه. متطرقة أيضا

3- ــالم عن 78بحث فهوالطبيعي��ات: ( علم) وأما الســماوات ع والــتراب والهــواء المفــردة: كالمــاء األجســام من تحتها وما وكواكبها

وعن ، والمعــادن والنبــات كــالحيوان:المركبة األجســام وعن ، والنــار عن 79بالط بحث يـضاهي وذلك. وامتزاجها تهااستحالو تغيرها أسباب اســـتحالة وأســـباب ، والخادمة 80الرئيسة وأعضـــائه اإلنســـان جسم

من فليس ، الطب علم إنكـــار الـــدين شـــرط من ليس وكما. مزاجهــرطه ش ــا ــار أيض ــائل في إال ، العلم ذلك إنك في ذكرناها ، معينة مس

ــاب ــت)) كت ؛ فيها المخالفة يجب مما عــداها وما((. الفالســفة هافتـــبين التأمل فعند ــا: أن وأصل ، تحتها مندرجة أنها يتـ أن 81علمت جملتهـ

من مســتعملة هي بل ، بنفســها تعمل ال ، تعــالى لله مسخرة الطبيعةــأمره مسخرات والطبائع والنجوم والقمر والشمس. فاطرها جهة ال ب.82ذاته عن بذاته منها لشيء فعل

الوفـاء على قـدروا فما ، أغاليطهم أكثر ففيهااإللهيات: وأما – 4 بينهم االختالف كــثر ولــذلك ، المنطق في شــرطوه ما على نابالبرهــ

، اإلســالميين مذاهب من فيها أرسطاطاليس مذهب قرب ولقدا.فيه يرجع فيه غلطــوا ما مجمــوع ولكن.ســينا وابن الفــارابي نقله ما على عشرين إلى ســبعة في وتبديعهم ، منها ثالثة في تكفيرهم يجب ، أصال

: يبحث. ش في 78: الطبيب. ش في 79: الرئيسية. ش في 80: يعلم. ش في 81.ذاته عن: ش في نقص 82

-19-

Page 20: الكتاب : المنقذ من الضلال - Al-Ghazali · Web viewويرى البعض أن هذا الشك مشابه لما حصل للعالم الفرنسي رينيه ديكارت

) كتــاب صــنفنا ، العشــرين المسائل هذه في مذهبهم عشر. وإلبطال(. التهافت

ــائل أما ــالفوا فقد ، الثالث المس ــالميين كافة فيها خ في وذلك 83اإلسقولهم:

-ـــ 1 األرواح هي بوالمعـــاق المثـــاب وإنما ، تحشر ال األجســـاد إن ؛ جسمانية ال روحانية والعقوبات( والمثوبات) ، المجردة

84ثابتة فأنها ، الروحانية إثبات في صدقوا ولقد في كــذبوا ولكن ، أيضابه. نطقوا فيما بالشريعة وكفروا ، الجسمانية إنكار

(( الجزئيات دون الكليات يعلم تعالى الله إن)) قولهم: ذلك ومن - 2 ؛

وهذا في ذرة مثقــال عنـه يعزب ال)) أنه: الحق بل ، صريح كفر أيضا(3)سبأ: .(( األرض في وال السموات

-ـــ 3 من أحد يـــذهب لمف وأزليته العـــالم قـــدمب قـــولهم ذلك ومن المسائل. هذه من شيء إلى المسلمين

ال ، بالــذات لماعــ إنه وقــولهم ، الصــفات نفيهم من ذلك وراء ما وأما من قــريب فيها فمــذهبهم ، مجــراه يجري وما( الذات على) زائد علمب

ــذهب ــير يجب وال المعتزلة م ــك. وقد بمثل المعتزلة تكف في ذكرنا ذلــاب ــبين ما(( والزندقة اإلســالم بين التفرقة فيصل)) كت فســاد به يت

مذهبه. يخالف ما كل في التكفير إلى يتسارع من رأيــ 4 ــ -ـ الحكم إلى يرجع فيها كالمهم : فجميعالسياس����يات وأما

وإنما ، الســـلطانية( واإليالة) الدنيوية بـــاألمور المتعلقة المصـــلحيةــأثورة الحكم ومن ، األنبياء على المنـزلة الله كتب من اأخذوه عن الم. [ السالم عليهم] األنبياء سلف

ــ 5 - ــفات حصر إلى يرجع( فيها) كالمهم فجميع :الخلقية وأما صــدتها معالجتها وكيفية وأنواعها أجناسها وذكر ، وأخالقها النفس ومجاه

على المواظبــون المتــألهون وهم ، الصــوفية كالم من أخــذوها وإنما ، تعالى الله إلى الطريق وسلوك الهوى مخالفة وعلى ، تعالى الله ذكر

أخالق من مجاهــدتهم في لهم انكشف وقد.الــدنيا مالذ عن باإلعراض الفالســفة فأخــذها ، بـــها صــرحوا ما أعمالها وآفات ، وعيوبـها سفالن

، بكالمهم ومزجوها كــان بــاطلهم. ولقد ترويج إلى بـها بالتجمل توسال ] الله خليي ال ، المتأهلين من جماعة ، عصر كل في بل ، عصرهم في

.المسلمينق: في 83.كائنةق: في 84

-20-

Page 21: الكتاب : المنقذ من الضلال - Al-Ghazali · Web viewويرى البعض أن هذا الشك مشابه لما حصل للعالم الفرنسي رينيه ديكارت

ــزل همـببركات ، األرض أوتاد فأنـهم ، عنهم [ العالم سبحانه الرحمة تنـوسلم: عليه الله صلى قال حيث الخبر في ورد كما األرض أهل على.85(( الكهف أصحاب كان ومنـهم ترزقون وبـهم تمطرون بـهم))

ــانوا ــ ــالف في وك ــ ــرآن بـه نطق ما على ، األزمنة س ــ من فتولد ، الق القابل حق في آفتــان: آفة بكتبهم الصــوفية وكالم النبوة كالم مزجهم

:الراد حق في وآفة من طائفة ظنت : إذفعظيمة الراد حق في التي اآلفة أما ـ- 1

دوم كان إذا الكالم ذلك أن الضعفاء ، كتبهم في نا ، ببــاطلهم وممزوجاــي وال هجري أن ينبغي ــ ــ ــذكره من[ كل ] على نكري بل ذكر ــ ــ لم إذ ، ي

يســمعوه ألن ، باطل أنه الضـعيفة عقــولهم إلى فســبق ، منهم إال أوال الله إال إله ال )) قولـــه: النصـــراني من يســـمع كالـــذي ؛ بطلم قائله

وال(( النصــارى كالم هــذا))ويقــول: فينكــره(( الله رســول عيسى باعتبــار أو ، القــول هــذا باعتبار كافر النصراني أن يتأمل مايثر يتوقفــاره ــوة إنك ــإن !؟والســالم الصــالة عليه محمد نب يكن لم ف ــافرا إال ك هو مما كــافر به هو ما غــير في يخــالف أن ينبغي فال ، إنكــاره باعتبــار

كان وإن ، نفسه في حق أيضا ، العقول ضعفاء عادة عنده. وهذه حقاــون ــال الحق يعرف ــال ال ، بالرج ــالحق. والعاقل الرج ــدي ب بســيد يقت

الحق تعـــــرف ال)) قـــــال: حيث 88عنه الله رضي ، 87علي 86العقالء العاقل( العـــارف) و(( أهله تعـــرف الحق اعـــرف( بل) بالرجـــال

كــان القــول: فــإن نفس في ينظر ثم ، الحق يعرف ســواء قبله ، حقــا قائله كـــان أو مبطال من الحق انـــتزاع على يحـــرص ربما بل ؛ محقـــا

، الضالل أهل 89أقاويل على بــأس الرغام. وال الذهب معدن بأن عالماــتزع ، القالب كيس في يده أدخل إن الصراف من الخــالص اإلبريز وان

ــرج الزيف ــان مهما ، والبه ك ــا معاملة عن يزجر وانما ؛ ببصــيرته واثق البحر ســاحل من ويمنع ( ؛ ) البصــير الصــيرفي دون ، القروي القالب

ــرق ــباح دون ، األخ ــاذق الس ــبي الحية مس عن صدوي ؛ الح دون الصالبارع. مالمعز

ش. في تخريج له ليس الحديث 85.المؤمنين أمير بقول: زاد ق في 86.طالب أبي بنزاد: ق في 87 فاطمة ابنته تزوج وسلم عليه الله صلى الرسول عم ابن هو ، وجهه الله كرم علي اإلمام 88

ــراء ــين الحسن ووالد الزه ــاء رابع و والحس ــدون الخلف ــام وهو الراش والحكمة الفقه في إم ذكرها مقــام هــذا ليس كثــيرة ومحاسن مكــارم له و فضله على الملل جميع اتفقت ؛ والعدلعنه. الله رضي

.كالم تضاعيف: ق في 89

-21-

Page 22: الكتاب : المنقذ من الضلال - Al-Ghazali · Web viewويرى البعض أن هذا الشك مشابه لما حصل للعالم الفرنسي رينيه ديكارت

والبراعة الحذاقة بأنفســهم ظنهم الخلق أكثر على غلب ولعمري! لما والهــدى ، الباطل) عن الحق تمييز في( اآللة وتمام) العقل وكمال ،

ــالل( عن ــاب حسم وجب ، ة الض كتب مطالعة عن الكافة زجر في الب ) ســنذكرها التي الثانية اآلفة عن يسلمون ال إذ ، أمكن ما الضالل أهل

ذكرناها. التي اآلفة ( هذه) عن سلموا وإن( أصال أســرار في تصــانيفنا في المبثوثة الكلمــات بعض على اعــترض ولقد ، ســرائرهم العلــوم في تســتحكم لم الــذين من طائفة ، الــدين علوم تلك أن وزعمت ، بصـــائرهم المـــذاهب غايـــات أقصى إلى تنفتح ولم

وال- الخــواطر مولــدات من بعضــها أن مع ، األوائل كالم من الكلمات ، الشــرعية الكتب في يوجد وبعضها- الحافر على الحافر يقع أن يبعد

.الصوفية كتب في معناه موجود وأكثرها الكالم ذلك كـــان فـــإذا ، كتبهم في إال توجد لم أنها وهب في معقـــوال ، نفسه ــاب مخالفة على يكن ولم ، بالبرهان مؤيدا فلم ، والســنة الكتــترك يهجر أن ينبغي يهجر أن إلى وتطرقنا ، البــاب هــذا فتحنا فلو ؟وي

نـــهجر أن للزمنا ، مبطل خــاطر إليه ســبق حق كل ــيرا ، الحق من كث صـلى الرســول وأخبــار القـرآن آيـات من آيات جملة نـهجر أن ولزمنا

ألن ، والصــوفية الحكمــاء وكلمــات الســلف وحكايات وسلم عليه الله كتابـه في أوردها(( الصــفا إخــوان)) كتــاب صــاحب بـــها مستشــهدا

ــ إلى بواســطتها الحمقى قلوب ومستدرجا إلى ذلك ويتــداعى ؛ هباطل كتبهم. وأقل إيــاه بإيــداعهم أيــدينا من الحق المبطلــون يســتخرج أن

وإن ، العسل يعــاف فال ، مرالغ العــامي عن يتمــيز العالم: أن درجات العسل ذات تغــير ال المحجمة أن ويتحقق ، الحجام محجمة في وجده

، المحجمة أن منشــؤه عــامي جهل على مبنية عنه الطبع نفــرة فإن ،ــنعت إنما ــدم ص ــتقذ لل ــدم أن فيظن ، رالمس ــتقذر ال في لكونه مس

( هذه) عدمت فإذا ؛ ذاته في لصفة مستقذر أنه يدري وال ، المحجمةــفة تلك يكسبه ال ظرفه في فكونـه العسل في الصفة ينبغي فال ، الص

ــوجب أن ــالب وهو ، باطل وهم وهــذا ، االســتقذار له ي أكــثر على غ ، اعتقــادهم فيه حسن قائل إلى وأســندته الكالم نســبت الخلق. فــإذا

كان وإن قبلوه ردوه اعتقــادهم فيه ســاء من إلى أســندته وإن ؛ باطال كان وإن .حقا بــالحق الرجال يعرفون وال بالرجال الحق يعرفون فأبدا

الرد. آفة الضالل! هذه غاية وهو ،-ـــ 2 )) كتبهم في نظر من : فـــإنالقب���ول آفة الثانية واآلفة

ــوه ما فرأى ، وغيره(( الصفا كإخوان النبوية الحكم من بكالمهم مزج ، فيها اعتقــاده وحسن ، وقبلها استحســنها ربما ، الصوفية والكلمات ،

-22-

Page 23: الكتاب : المنقذ من الضلال - Al-Ghazali · Web viewويرى البعض أن هذا الشك مشابه لما حصل للعالم الفرنسي رينيه ديكارت

: الفلسفةاللالض نم ذنقالمالغزالي

رآه مافي حصل ظن لحسن ، بـه الممــزوج بــاطلهم قبول إلى فيسارعالباطل. إلى استدراج نوع وذلك ، استحسنهو

ــذه وألجل ــدر من فيها لما كتبهم مطالعة عن الزجر يجب اآلفة هـ الغـــر. ــ ــون يجب وكما والخطـ ــ ــباحة يحسن ال من صـ ــ مزالق على السـ يجب الكتب. وكما تلك مطالعة عن الخلق صـــون يجب ، الشـــطوط

ات مس عن الصــبيان صــون مختلط عن األســماع صــون يجب ، الحيــات ــدي بين الحية يمس ال أن مالمعز على يجب وكما الكلمـ ــده يـ ولـ

أن عليه يجب بل ، مثله أنه ويظن به ســــــيقتدي أن علم إذا ، الطفل ، يديه بين[ يمســها وال ] [ نفسه في ] هو يحــذر بــأن [ ، منه] يحذره

إذا الحــاذق مالمعــز أن وكما.مثله الراسخ العــالم على يجب فكــذلك وأبطل التريــاق منها واســتخرج ، والسم التريــاق بين ومــيز الحية أخذ

الصــراف إليــه. وكــذا المحتــاج على بالتريــاق يشح أن له فليس السمــير الناقد ــده أدخل إذا البصـ ــرج ، بالالق كيس في يـ اإلبريز منه وأخـ

ــرج الزيف رحطاو ، الخالص المرضي بالجيد يشح أن له فليس ، والبه ، التريـاق إلى المحتـاج أن العــالم. وكما فكــذلك ؛ إليه يحتاج من على

هي الــتي الحية من مســتخرج أنه علم حيث ، منه نفسه اشــمأزت إذا نفر إذا ، المــال إلى المضــطر والفقــير [ ، تعريفه وجب ] السم مركز

أن على تنبيهه وجب ، بالقال كيس من المســتخرج الــذهب قبول عن وتحتم ، مطلبه هي التي الفائدة حرمأنه سبب هو ، محض جهل نفرته

الجيد يجعل ال والجيد الزيف بين الجــوار قرب أن تعريفه ال كما ، زيفــا الزيف يجعل يجعل ال ، الباطل الحق بين الجــوار قــرب فكــذلك ، جيدا الحق الباطل يجعل ال كما ، باطال .حقاوغائلتها. الفلسفة آفة من ذكره أردنا ما( مقدار) فهذا

* **

-23-

Page 24: الكتاب : المنقذ من الضلال - Al-Ghazali · Web viewويرى البعض أن هذا الشك مشابه لما حصل للعالم الفرنسي رينيه ديكارت

تهلائوغ يمعلالت بهذم في - القول3ــرغت لما إني ثم ــفة علم من فـ ــيله الفلسـ ما وتزييف وتفهمه وتحصـ

ذلك أن علمت ، منه يزيف ــرض بكمال واف غير أيضا العقل وأن ، الغ ليس وال ، المطالب بجميع باإلحاطة مستقال جميع عن للغطــاء كاشفا

ــدثهم الخلق بني وشاع ، التعليمية نابغة نبغت قد وكان. المعضالت تح لي فعن ، بالحق القائم المعصوم اإلمام جهة من األمور معنى بمعرفة

ورد أن اتفق كنــانتهم. ثم في ما على ألطلع ، همـــمقاالت في أبحث أنــازم أمر علي ــاب بتصــنيف ، الخالفة حضــرة من ج [ عن] يكشف كت

ذلك وصـار مدافعته يسعني مذهبهم. فلم حقيقة ، خـارج من مسـتحثاــدأت ، الباطن من للباعث ضميمة ــمقاالت وجمع كتبهم بطلب فابت هم.ـــواطر هاـولدت التي المستحدثة همـكلمات بعض بلغني قد وكذلك أهل خــات تلك سلفهم. فجمعت من المعهود المنهاج على ال ، العصر ، الكلم

( ورتبتها) ترتيبا محكما ، عنها الجــواب واســتوفيت ، للتحقيق مقارنــا فقال: ، حجتهم تقرير في مبالغتي( ) مني الحق أهل بعض أنكر حتى

هذه مثلـب مذهبهم نصرة عن يعجزون كانوا فأنـهم ، لهم سعي هذا)) حق وجه من اإلنكار . وهذا(( إياها وترتيبك ، لها تحقيقك لوال الشبهات

( ، الله رحمهما) المحاســبي الحــارث على حنبل بن أحمد أنكر فقد ، البدعة على الــرد)) الحــارث: فقــال ؛ المعتزلة على الرد في تصنيفه شبهتهم حكيت ولكن ، نعم )) أحمد: فقال((فرض عنها أجبت ثم أوال

إلى يلتفت وال ، بفهمه ذلك يعلق من الشــبهة يطــالع أن تــأمن مبف ؛ ((. ه؟كنه يفهم وال الجواب في ينظر أو ، الجواب

ولم( تنتشر لم) شــــبهة في ولكن ، حق حنبل بن أحمد ذكــــره وما ] الجــواب يمكن وال واجب عنها فــالجواب ، انتشــرت إذا فأما.تشتهر

ــة. نعم بعد إال[ عنها ــ ــ ــبهة لهم يتكلف ال أن ينبغي ، الحكاي ــ ــ ] لم شــبهة تلك سمعت قد كنت بل ، ذلك أنا أتكلف ولم [ ؛ يتكلفوها من الش

ــحابي من واحد ــ ــان أن بعد ، إلي المختلفين أص ــ ــهم التحق قد ك ــ ؛ بـ في المصنفين تصانيف على يضحكون همـأن وحكى ، مذهبـهم وانتحل

ــوا لم بأنـهم ، عليهم الرد وحكاها الحجة تلك ذكر ثم.حجتهم بعد يفهم ، حجتهم اصل عن الغفلة في يظن أن لنفسي أرض فلم ، عنهم

أفهمها لم – ســـمعتها - وإن أني بي يظن أن وال ، هاــــأوردت فلـــذلكقررتها. فلذلك

-24-

Page 25: الكتاب : المنقذ من الضلال - Al-Ghazali · Web viewويرى البعض أن هذا الشك مشابه لما حصل للعالم الفرنسي رينيه ديكارت

التعليم : مذهب اللالض نم ذنقالمالغزالي

ــررت أني ، والمقصــود ــان أقصى إلى شــبهتهم ق ــرت ثم ، اإلمك أظه. [ البرهان بغاية ] فسادها

ــؤالء عند حاصل ال والحاصــل: أنه ــوال.لكالمهم طائل وال ، ه ســوء ول هــذه - إلى ضعفها مع - البدعة تلك انتهت لما ، الجاهل الصديق نصرة

ــدة ولكن ؛ الدرجة ــذابين دعت ، التعصب شـ تطويل إلى الحق عن الـ ما كل في همــــمجاحدت وإلى ، كالمهم مقـــدمات في معهم النــــزاع

التعليم إلى الحاجة)) دعــــــواهم: في فجاحــــــدوهم ، به نطقــــــواــواهم وفي. (( والمعلم ــه: دعـ ــلح ال)) أنـ من بد ال بل ، معلم كل يصـ

ــوم معلم ــرت. ((معصـ ــار في حجتهم وظهـ التعليم إلى الحاجة إظهـ جماعة بــذلك فــاغتر ، مقابلته في المنكــرين قــول وضــعف ، والمعلم

ولم ، لهم المخــالفين مــذهب وضعف مذهبهم قوة من ذلك أن وظنوا الصـــواب بل ؛ بطريقه وجعله الحق ناصر لضـــعف ذلك أن يفهمـــوا

ــتراف ــ ــ ــون وأن بد ال وأنه ، المعلم إلى بالحاجة االع ــ ــ ( المعلم) يك وسلم عليه الله صلى محمد( هو) المعصوم معلمنا ولكن ، معصوما

ــالوا: فإذا (( ، غائب ومعلمكم)) فنقول: (( ، ميت هو )) قالوا: فإذا قــدعاة علم قد معلمنا)) ــراجعتهم ينتظر وهو ، البالد في وبثهم ال إن م

الدعاة علم قد ومعلمنا)) فنقول: ((. مشكل عليهم أشكل أو اختلفواتعالى: الله قال إذ التعليم وأكمل البالد في وبثهم

(3 )المائدة: [ (( نعمتي عليكم وأتممت] دينكم لكم أكملت اليوم)) غيبته. يضر ال كما المعلم موت يضر ال التعليم كمال وبعد

ولم أبـــالنص ؟تســـمعوه لم فيما تحكمـــون كيف )) قـــولهم: فبقي نفعل)) فنقول: (( ؟الخالف مظنة وهو والرأي باإلجتهاد أم ، تسمعوه

:اليمن إلى والسـالم[ الصـالة ] عليه الله رسول بعثه إذ معاذ فعله ماــاد النص وجود عند ، بالنص نحكم أن كما( بل ) .90عدمه عند وباإلجته

أن يمكنـه ال إذ ، البالد أقاصي إلى اإلمــام عن بعــدوا إذا دعــاتهم يفعله الغــير الوقــائع تســتوعب ال المتناهية النصــوص فــإن بــالنص يحكم

وأن ، اإلمـــام بلـــدة إلى واقعة كل في الرجـــوع يمكنـه وال ، المتناهية االنتفــاع وفــات ، مــات قد المســتفتي فيكــون ويرجع المســافة يقطع

ــالرجوع ــ ــكلت فمن.ب ــ ــلي أن إال طريق له ليس القبلة عليه أش ــ يص وقت فيفــوت ، القبلة لمعرفة اإلمــام بلــدة إلى سافر لو إذ ، باالجتهاد

))الظن. ويقال: على بناء القبلة غير إلى الصالة جازت الصالة. فإذن فـكذلك.91(( أجران وللمصيب واحد أجر له االجتهاد في المخطيء إنوأحمد. والترمذي دواد أبو رواه 90الستة( وأحمد. )اي والنسائي والترمذي ماجة وابن دواد وأبو والبخاري مسلم رواه 91

-25-

Page 26: الكتاب : المنقذ من الضلال - Al-Ghazali · Web viewويرى البعض أن هذا الشك مشابه لما حصل للعالم الفرنسي رينيه ديكارت

التعليم : مذهب اللالض نم ذنقالمالغزالي

فربما ، الفقــير إلى الزكــاة صــرف أمر وكذلك ، المجتهدات جميع في يظنـه غني وهو باجتهاده فقيرا يكــون فال ، ماله بإخفائه باطنا مؤاخــذا

ظن)) قـــال: ظنـــه. فـــإن بمـــوجب إال يؤاخذ لم ألنه ، أخطأ وإن بـه كالمجتهد ، نفسه ظن باتبــاع مــأمور هو)) فــأقول: (( كظنه مخالفــه

أبا يتبع فالمقلد)) قــال: فــإن. (( غيره خالفه وإن ظنه يتبع القبلة فيــأقول:. ((غيرهما أم( الله رحمهما) والشــافعي حنيفة فالمقلد )) ف

ــتباه عند القبلة في ــدالئل األعلم األفضل معرفة في ، االشـ ، القبلة بـ. ((المذاهب في فكذلك ؛ االجتهاد ذلك فيتبع ) بأنـــهم العلم مع واألئمة - األنبيــاء - ضــرورة االجتهاد إلى الخلق فرد أحكم أنا)) وسلم: عليه الله صلى الله رسول قال بل ، يخطئون ( قد

الحاصل الظن بغـالب أحكم أنا . أي92(( السـرائر يتولى والله بالظاهر الخطأ من األمن إلى ســبيل فيــه. وال أخطأوا وربما ، الشهود قول من

؟ذلك في يطمع فيكف ، المجتهدات هذه مثل في لألنبياء المجتهـدات في صح وإن هـذا)) قولهم: سؤاالن: أحدهما هنا ها ولهم

ــير فيه المخطئ إذ ، العقائد قواعد في يصح فال ــ ــذور غـ ــ فكيف ، معـــبيل ــأقول: (( ؟إليه السـ ــتمل العقائد قواعد)) فـ ــاب عليها يشـ الكتـ

فيه الحق يعرف ، فيه والمتنازع ، التفصيل من ذلك وراء وما ؛ والسنةــالوزن ــطاس ب ــتقيم. وهي بالقس ــوازين المس ــتي الم ) الله ذكرها ال القســطاس)) كتــاب في هاـــذكرت خمسة وهي ، كتابه في( تعــالى

. ((المــيزان ذلك في يخالفونك خصــومك)) قــال: فإن((. المستقيم يخالف ال إذ] فيه يخالف ثم الميزان ذلك يفهم أن يتصور ال )) فأقول:

وال ، منه وتعلمته القــــرآن من اســــتخرجته ألني ، التعليم أهل[ فيه وغير ، المنطق في شرطوه لما موافق ألنه ، المنطق أهل فيه يخالف

أدلة في يــذكره لما موافق ألنه المتكلم فيه يخــالف وال ؛ له مخــالفــان فإن)) قال: فإن ((الكالميات. في الحق يعرف وبه ، النظريات ك

ــأقول:(( ؟الخلق بين الخالف ترفع ال فلم الميزان هذا مثل يدك في ف الخالف رفع طريق وذكــرت ؛ بينهم الخالف لــرفعت إلي أصــغوا لو)) ــاب في ــطاس)) كتـ ــتقيم القسـ وأنه حق أنه لتعلم فتأمله (( ، المسـ

الخالف يرفع ــا ــغوا لو قطع ــغون وال أص ــأجمعهم! بل[ إليه] يص قد ب الخالف رفع يريد بينهم. وإمامك الخالف فــرفعت ، طائفة إلي أصــغى

ــدم مع بينهم ــغائهم عـ علي يرفع لم ولم ؟اآلن إلى يرفع لم فلم ، إصـــدعي أو ؟األئمة رأس وهو ، عنـه الله رضي ــ ــدر أنه يـ ــ حمل على يقـ

اإلصغاء على كافتهم ؟أجله يوم وألي ؟اآلن إلى يحملهم لم فلم ، قهراله. أصل : ال المزي والحافظ العراقي الحافظ قال 92

-26-

Page 27: الكتاب : المنقذ من الضلال - Al-Ghazali · Web viewويرى البعض أن هذا الشك مشابه لما حصل للعالم الفرنسي رينيه ديكارت

التعليم : مذهب اللالض نم ذنقالمالغزالي

؟مخــالف وزيــادة خالف زيــادة إال دعوته بسبب الخلق بين حصل وهلــدماء ســفك إلى ينتهي ال الضرر نوع الخالف من يخشى نعم! كان ، ال األمــوال. على واإلغــارة ، الطــرق وقطع ، األوالد وأيتام البالد وتخريب

لم [ ما الخالف من] الخالف رفعكم بركات من العالم في حدث وقدــإن ((عهد. بمثله يكن ــال: ف الخلق بين الخالف ترفع أنك ادعيت)) ق

لم ، المتقابلة واالختالفــات ، المتعارضة المــذاهب بين المتحــير ولكن فرق وال ، يخالفونك الخصوم وأكثر ، خصمك دون إليك اإلصغاء يلزمه. ((وبينهم بينك

هــذا)) فــأقول: الثــاني ســؤالهم هو وهــذا إذا فإنك ، عليك ينقلب أوال من أولى صــرت بما ، المتحــير فيقــول نفسك إلى المتحير هذا دعوت

، تجيب شــعري! بمــاذا فليت ؟يخالفونك العلم أهل وأكــثر ، مخالفيك دعــوى في يصــدقك فمن ؟عليه منصــوص تقــول: إمــامي بــأن أتجيبــمع لم وهو ، النص ــول من النص يس ــمع وإنما ؟الرس ــواك يس مع دع

، النص لك سلم أنه هب وتكذيبك. ثم اختراعك على العلم أهل تطابق كان فإن بمعجزة يدلي إمامك أن فقال: هب ، النبوة أصل في متحيرا

، أبــاك أحــيي أني صــدقي على فيقــول: الــدليل الســالم عليه عيسىــاه ــاطقني ، فأحي ــاذا ، محق بأنه فن ــدقه أعلم فبم كافة يعلم ولم ؟صــدق الخلق ــالم عليه عيسى صـ ــهذه السـ ــزة بــ من عليه بل ، المعجـ

العقلي والنظر ؛ العقلي النظر بــدقيق إال يــدفع ال ما المشكلة األسئلة يعــرف لم ما الصــدق على المعجزة داللة يعرف وال ، عندك به يوثق ال

ــيز الســحر يضل ال الله أن يعــرف لم وما ، المعجــزة وبين بينه والتميــاده. ــواب[ تحرير] وعسر اإلضــالل وســؤال- عب -مشــهور عنه الج

من بالمتابعة أولى إمامك يكن ولم ؟ذلك جميع تــــــــدفع فبمــــــــاذا يــدلي وخصــمه ، ينكرها الــتي النظرية األدلة إلى فــيرجع ((مخالفــه!

ــذا. منها وأوضح األدلة تلك بمثل ــؤال وه عليهم انقلب قد الس ــا انقالب عنه يجيبوا أن على وآخرهم أولهم اجتمع لو ، عظيما يقـدروا لم جوابـاعليه. ــاظروهم الضــعفة من جماعة من الفســاد نشأ وإنما يشــتغلوا فلم ، ن

يســبق ال وما ، الكالم فيه يطــول مما بــالجواب. وذلك بل ، بــالقلب هو فهــذا)) قائــل: قــال لإلفحــام. فــإن يصلح فال ، اإلفهام إلى سريعا لو المتحـــير أن نعم! جوابه )) فـــأقول:(( ؟جـــواب عنه فهل ، القلب

له: أنت يقال ، فيها متحير هو التي المسألة يعين ولم ، متحير قال: أناــه: فيقال.عالجه ويطلب ، مرضه يعين وال مريض يقول: أنا كمريض ل

صــداع من: معين لمرض بل ، المطلق للمرض عالج الوجود في ليس

-27-

Page 28: الكتاب : المنقذ من الضلال - Al-Ghazali · Web viewويرى البعض أن هذا الشك مشابه لما حصل للعالم الفرنسي رينيه ديكارت

التعليم : مذهب اللالض نم ذنقالمالغزالي

ــير هو ما يعين أن ينبغي المتحير فكذلك. غيرهما أو إسهال أو فيه متحــإن ؛ ــالوزن فيها الحق فتهعر المســألة عين ف ــالموازين ب ، الخمسة ب

ــذي ، الحق الميزان بأنه ويعترف إال أحد يفهمها ال التي ما بكل يوثق ال منه ويفهم ، المــيزان فيفهم ، به يوزن يفهم كما ، الــوزن صــحة أيضــاــون ، الحساب نفس الحساب علم متعلم المعلم المحاسب وك ــا عالم

بالحساب القســطاس)) كتــاب في ذلك أوضحت . وقد(( فيه وصادقا .فليتأمل ؛ ورقة عشرين مقدار في(( المستقيم

كتــاب في ذلك ذكــرت فقد ، مـذهبهم فساد بيان اآلن المقصود وليس(( المستظهري)) (( الحق حجة)) كتاب وفي ؛ أوال جواب وهو ، ثانيا

الــذي(( الخالف مفصل)) كتــاب وفي ؛ ببغــداد علي رضــع لهم كالم عشر اثنا هو فصال ــع كالم جواب وهو ؛ ثالثا ــهمدان علي رض وفي ؛ بـ

ــاب ــدرج)) كت ــوم(( ال ــداول)) المرق (( بالج ــا ركيك من وهو ، رابعــذي كالمهم ــع الـ ــوس علي رضـ ــاب وفي ؛ بطـ ــطاس)) كتـ القسـ

(( المستقيم مــيزان بيان مقصوده بنفسه مستقل كتاب وهو ، خامسابه. أحاط لمن[ المعصوم] االمام عن االستغناء وإظهار العلوم

من المنجي الشـــفاء من شـــيء معهم ليس هـــؤالء أن المقصـــود بلــيين على البرهــان إقامة عن عجــزهم مع ، هم بل ، اآلراء ظلمــات تع

وإلى التعليم إلى الحاجة في فصـدقناهم 93جارينـاهم ما طـال ، اإلمامــوم المعلم ــذي وأنه المعص ــوه ال ــألناهم ثم ، عين ــذي العلم عن س ال

، يفهموها فلم إشــكاالت عليهم وعرضــنا المعصــوم هــذا من تعلمــوه ، الغــائب اإلمــام[ على] أحــالوا عجــزوا بحلها! فلما القيام عن فضال

ــالوا: ــفر من بد ال( أنه )) ) وقـ ــيعوا أنــــهم العجب. (( وإليه السـ ضـــرهم ــالظفر التبجح وفي المعلم طلب في عم ــوا ولم ، به ب منه يتعلم

شــيئا إذا حــتى المــاء طلب في يتعب ، بالنجاسة 94خكالمتضم ، أصــال وبقي ، يستعمله لم وجده بالخبائث. متضمخا ادعى من ومنهم ذكــره ما حاصل فكــان ، علمهم من شــيئا من شــيئا أرك ومذهبـه ، األوائل قــدماء من رجل وهو:فيثاغورس فلسفة ركيك

كالمه اســـترك بل ، أرســـطاطاليس عليه رد وقد ، الفلســـفة هبامذــترذله ــاب في المحكي وهو ، واس ــوان)) كت ــفا إخ على وهو (( ، الص

الفلسفة. حشو التحقيق ذلك بمثل يقنع ثم العلم تحصــيل في العمر طــول يتعب ممن فالعجب

ــتغث الركيك العلم ــ ــوم! مقاصد بأقصى ظفر بأنه ويظن ، المس ــ العل.جربناهم: ق في 93الطيب. في يقال ، التضمخ: التلطخ 94

-28-

Page 29: الكتاب : المنقذ من الضلال - Al-Ghazali · Web viewويرى البعض أن هذا الشك مشابه لما حصل للعالم الفرنسي رينيه ديكارت

التعليم : مذهب اللالض نم ذنقالمالغزالي

فهؤالء إلى حاصــلهم فرجع ؛ وبــاطنهم ظاهرهم وسبرنا جربناهم أيضاــتدراج ــوام اسـ ــعفاء ، العـ ــول وضـ ــان العقـ ، المعلم إلى الحاجة ببيـ حــتى ، مفحم قــوي بكالم التعليم إلى الحاجة إنكــارهم في ومجادلتهم

علمه هــات)) وقــال: ، مســاعد المعلم إلى الحاجة على ساعدهم إذا ، فاطلبه هذا لي سلمت إذا اآلن)) وقال: وقف ((تعليمه! من وأفدنا الفتضح ذلك على زاد لو أنه علم إذ ((فقــط. القــدر هذا يغرض فإنما

، فهمه عن عجز بل ، اإلشـــــكاالت أدنى حل عن ولعجز عن فضـــــالجوابـه.

عنهم اليد نفضنا 96ناهمخبر فلما 95هملقت فأخبرهم حالهم حقيقة فهذه ( .( أيضا

* **

وتقلهم: تبغضهم. ؛ اخبرهم: امتحنهم 95. جربناهم: ق في 96

-29-

Page 30: الكتاب : المنقذ من الضلال - Al-Ghazali · Web viewويرى البعض أن هذا الشك مشابه لما حصل للعالم الفرنسي رينيه ديكارت

ةيوفالص قرط - 4 طريق على بــــهمتي أقبلت ، العلـــوم هـــذه من فـــرغت لما ، إني ثم

ــوفية ــريقتهم أن وعلمت الص ــإن ط ــان ؛ وعمل بعلم تتم ام حاصل وك وصفاتها المذمومة أخالقها عن والتنـزه.النفس عقبات قطع علومهمــال) الله غير عن القلب تخلية إلى( بـها) يتوصل حتى ، الخبيثة ( ىتعالله. بذكر وتحليتهــان ــ ــدأت. العمل من علي أيسر العلم وك ــ ــيل فابت ــ من علمهم بتحص رحمه) المكي طــالب ألبي(( القلــوب قــوت)) مثــل: كتبهم مطالعة

ــارث)) وكتب( الله ــبي الح ــات ، (( المحاس ــأثورة والمتفرق عن الم الله قــدس] (( البســطامي يزيد أبي)) و(( الشــبلي)) و((الجنيد))

مقاصــدهم كنه على اطلعت حــتى ؛ المشايخ من وغيرهم [ ، أرواحهم والســماع. بالتعلم طريقهم من يحصل أن يمكن ما وحصلت ، العلمية بل بـــالتعلم إليه الوصـــول يمكن ال ما ، خواصـــهم أخص أن لي فظهر

ــذوق ــال بال ــدل والح ــفات. وكم وتب ــرق من الص حد تعلم أن بين الف تكــون أن وبين ، وشــروطهما وأسبابـــهما الشــبع وحد الصحة صــحيحا

من تحصل حالة عن عبــارة وأنه ، السكر حد تعرف أن وبين ؟وشبعان تكــون أن وبين ، الفكر معــادن على المعدة من تتصاعد أبخرة استيالء

وما ســكران وهو لمهوع الســكر حد يعــرف ال الســكران ســكران! بلاحيشــيء علمه من معه كر حــد يعــرف ! والصــ معه وما واركأنه الســــكر من ــيء. الس ــبيبو ش ــرض حالة في الط ــرف الم ــحة حد يع الص

ــها تعــرف أن بين فــرق الصــحة. فكــذلك فاقد وهو ، وأدويتها وأسبابـــزوف الزهد حالك تكون أن وبين ، وأسبابه وشروطه الزهد حقيقة وع!الدنيا عن النفس فعلمت ــوال. وأن أصــحاب ال ، األحوال أرباب أنـهم يقينا يمكن ما األق

ــيله ــ ــلته فقد العلم بطريق تحص ــ ــبيل ال ما إال يبق ولم ، حص ــ إليه س - معي حصل( قد) والســلوك. وكــان بالــذوق بل ، والتعلم بالســماع

عن التفــتيش في ، ســلكتها الــتي والمسالك مارستها التي العلوم من ةووبــالنب ، تعــالى بالله يقيــني إيمان-والعقلية الشرعية العلوم صنفي

اآلخر. وباليوم

-30-

Page 31: الكتاب : المنقذ من الضلال - Al-Ghazali · Web viewويرى البعض أن هذا الشك مشابه لما حصل للعالم الفرنسي رينيه ديكارت

الصوفية : طرق اللالض نم ذنقالمالغزالي

ــذه ــول فه ــان من الثالثة األص ــانت اإليم ــخت قد ك ال ، نفسي في رس الحصر تحت تدخل ال وتجارب وقرائن بأسباب بل 97ررمح معين بدليل

ها.تفاصيل بالتقوى إال اآلخرة سعادة في( لي) مطمع ال أنه عندي ظهر قد وكان

القلب عالقة قطع ، كله ذلك رأس وأن ، الهــــــوى عن النفس وكف ،ــال ، الخلود دار إلى واإلنابة ، الغرور دار عن بالتجافي الدنيا عن واإلقبــالى. وأن الله على الهمة نهبك ــاإلعراض إال يتم ال ذلك تع ــاه عن ب الج

والعالئق. الشواغل من والهرب ، والمالــوالي الحظت ثم ــإذا ؛ أح ــدقت وقد ، العالئق في منغمس أنا ف بي أح

- فــإذا والتعليم التــدريس وأحســنها – أعمالي والحظت ؛ الجوانب مناآلخرة. طريق في نافعة وال مهمة غير علوم على مقبل فيها أناــرت ثم ــتي في تفك ــدريس في ني ــإذا الت ــير هي ف الله لوجه خالصة غ

ــتيقنت ؛ الصيت وانتشار الجاه طلب ومحركها باعثها بل ، تعالى أني فــج شــفا على ــار على أشــفيت قد وأني ، هــار فر أشــتغل لم إن ، الن

األحوال. بتالفي العــزم أصــمم ، االختيــار مقــام على بعد وأنا ، مدة فيه أتفكر أزل فلم األحوال تلك ومفارقة بغداد من الخروج على العزم وأحل ، يوما يومــا

طلب في رغبة لي تصـــدق أخـــرى. ال عنه وأؤخر رجال فيه وأقـــدم ،ــج عليها ويحمل إال ، بكــرة اآلخــرة .عشــية فيفترها حملة الشــهوة دن

ــدنيا شــهوات فصــارت ــام إلى بسالســلها تجــاذبني ال ــادي ، المق ومنــادي: الرحيل اإليمــان ــل! فلم! ين وبين ، قليل إال العمر من يبق الرحي ريـــاء والعمل العلم من فيه أنت ما وجميع ، الطويل الســـفر يـــديك

ــتعد فمتى لآلخرة اآلن تستعد لم وتخييل! فإن اآلن تقطع لم وإن ؟تس وينجـــزم ، الداعية تنبعث ذلك فعند ؟تقطع فمـــتى[ العالئق هـــذه]

.والفرار الهرب على العزم ، تطاوعها أن إيــاك ، عارضة حــال هــذه)) ويقــول: الشيطان يعود ثم ، العــريض الجــاه هــذا وتــركت لها أذعنت فــإن ؛ الزوال سريعة هاـفأن

ــأن ــوم والش ــالي المنظ ــدير عن الخ ــلم واألمر ، والتنغيص التك المس لك يتيسر وال ، نفسك إليه التفتت ربما ، الخصوم منازعة عن الصافي

((المعاودة. ، اآلخرة ودواعي ، الدنيا شهوات تجاذب بين أتردد أزل فلم من قريبــا

هــذا وفي.ئةام وأربع وثمــانين 98ثمــان ســنة رجب أولها أشــهر ســتةق: مجرد. في 97((. ست )) سنة النسخ بعض في 98

-31-

Page 32: الكتاب : المنقذ من الضلال - Al-Ghazali · Web viewويرى البعض أن هذا الشك مشابه لما حصل للعالم الفرنسي رينيه ديكارت

الصوفية : طرق اللالض نم ذنقالمالغزالي

ــار حد األمر جــاوز 99الشــهر على الله أقفل إذ ، االضــطرار إلى االختي أدرس أن نفسي أجاهد فكنت ، التدريس عن اعتقل حتى لساني يوما واحدا ] بكلمة لســاني ينطق ال فكان [ ، إلي] المختلفة لقلوب تطييبا اللسان في العقلة هذه أورثت حتى ، البتة أستطيعها وال[ واحدة حزنا

فكــان:والشراب الطعام ومراءة الهضم قوة معه بطلت ، القلب في القــوى ضعف إلى وتعدى ؛ لقمة( لي) تنهضم وال ، ثريد لي ينساغ ال نـــزل أمر هــذا)) وقـــالوا: العالج من طمعهم األطبــاء قطع حــتى ،

يتروح بأن إال ، بالعالج إليه سبيل فال ، المزاج إلى سرى ومنه ، بالقلب((. الملم الهم عن السر

الله إلى التجــأت ، اختيــاري بالكلية وســقط ، بعجزي أحسست لما ثمــالى ــاء تع ــطر التج ــذي المض ــابني ، له حيلة ال ال ــذي فأج يبيج)) ال

) والمــال الجاه عن اإلعراض قلبي على وسهل (( ، دعاه إذا المضطر رأدب وأنا مكة إلى الخروج عزم وأظهرت ( ، واألصحاب والولد واألهل

الشام سفر نفسي في على األصــحاب وجملة الخليفة يطلع أن حــذرا الخــروج في الحيل بلطــائف فتلطفت ؛ الشام في المقام على عزمي

العــراق أهل ألئمة أبدا. واســتهدفت أعاودها ال أن عزم على بغداد منــوز من فيهم يكن لم إذ ، كافة ــون أن يجـ ــراض يكـ فيه كنت عما لإلعـ

وكــان ، الــدين في األعلى المنصب هو ذلك أن ظنــوا إذ ، ديــني ســبب.العلم من مبلغهم ذلك

ذلك أن ، العراق عن دبع من وظن ، االستنباطات في الناس ارتبك ثم كــان( : الــوالة من قــرب من وأما) ؛ الــوالة جهة من الستشــعار كان

، عنهم وإعراضي ، علي واالنكبــاب بي التعلق في إلحــاحهم يشــاهد له وليس ، ســماوي أمر هــذا)) فيقولــون: ، قولهم إلى االلتفات وعن.(( العلم أهل وزمرة اإلسالم أهل أصابت عين إال سبب

قــدر إال أدخر ولم ، المــال من معي كــان ما وفــرقت ، بغــداد ففارقت ، األطفال وقوت ، الكفاف ، للمصــالح مرصد العــراق مال بأن ترخصا ولكونه العــالم في أر المســلمين. فلم على وقفــا العــالم يأخــذه مــاالمنه. أصلح لعياله

هذا 99 قال كما اآلخروي الهالك من الخوف هو وسببها عندة الروحية األزمة قمة هو إلى أدت التي االسباب من ((. ولعل الخوف أبواب من باب عليه الفارسي: )) فتح عبدالغافر

أن كثــير أبن يــذكر الزمنية الفترة هذه وسيرتـهم. وفي الصوفيين كتب دراسة هو األزمة هذه وكثــير الله إلى ورجعــوا العباد من كثير تاب يديه وعلى الناظمية في ودرس بغداد دخل عالما هــذه عن صــوى أبو محمــود د. مصــطفى كتبـه فيما وتنســك. انظر الــدنيا في زهد من منهم

الشــك( )فــترة غير هي األزمة هذه أن بالذكر والجدير ، الموضوع هذا في أنا كتبتة وما األزمة. العلوم وجحد السفسطة مداخل فصل في وذكرها منها عانى التي

-32-

Page 33: الكتاب : المنقذ من الضلال - Al-Ghazali · Web viewويرى البعض أن هذا الشك مشابه لما حصل للعالم الفرنسي رينيه ديكارت

الصوفية : طرق اللالض نم ذنقالمالغزالي

به وأقمت ، الشــام دخلت ثم العزلة إال لي شــغل ال ســنتين من قريبــاــوة ــدة والرياضة ؛ والخل ، والمجاه ــوت ، النفس بتزكية اشــتغاال هذيبـ

من حصــلته كنت كما ( ، تعــالى) الله لــذكر القلب وتصــفية ، األخالق مـنارة أصعد ، دمشق مسجد في مدة أعتكف فكنت الصوفية. 100كتب

.نفسي على بابـها وأغلق ، النهار طول المسجد وأغلق ، الصــخرة يــوم كل أدخل ، المقــدس بيت إلى منها رحلت ثم

نفسي. على بابـها مكة بركـــات من واالســـتمداد ، الحج فريضة داعية في تحـــركت ثم

من الفــراغ بعد وســلم عليه الله صــلى الله رســول وزيــارة.والمدينة.الحجاز إلى فسرت ؛ عليه وسالمه الله صلوات الخليل زيارة

ــال ودعــوات ، الهمم جــذبتني ثم ــوطن إلى األطف أن بعد فعاودته ، ال[ به ] العزلة فــآثرت.إليه الرجــوع عن الخلق أبعد كنت أيضــا حرصــاللذكر. القلب وتصفية ، الخلوة على

ال ومهمـات ، الزمـان حـوادث وكـانت ، 101شاالمعـ وضـرورات ، العـي [ لي] يصــفو ال وكــان.الخلــوة صفوة وتشوش ، المراد وجه في تغير

ــال ــوات في إال الح ــني أق ــة. لك ، منها طمعي أقطع ال ذلك مع متفرقإليها. وأعود ، العوائق عنها فتدفعني

ــاء في لي وانكشــفت ؛ ســنين عشر مقــدار ذلك على ودمت هــذه أثن أذكــره الــذي والقــدر ، واستقصــاؤها إحصــاؤها يمكن ال أمور الخلوات

علمت إني:به لينتفع ــا ) الله لطريق الســالكون هم الصــوفية أن يقين الطرق أصوب وطريقهم ، السير أحسن سيرتهم وأن ، خاصة( تعالى

، الحكماء وحكمة ، العقالء عقل معج لو بل.األخالق أزكى وأخالقهم ، ليغــيروا ، العلمــاء من الشــرع أســرار على الــواقفين وعلم من شــيئا

سبيال. فإن إليه يجدوا لم ، منه خير هو بما ويبدلوه ، وأخالقهم سيرهم ) من مقتبسة ، وبــاطنهم ظــاهرهم في ، همـــوسكنات همـــحركات جميع نــور األرض وجه على النبــوة نــور وراء وليس ؛ النبــوة مشــكاة( نــور

به. يستضاءــائلون يقــول فمــاذا ، وبالجملة ــطهارت ، طريقة في الق أول - وهي هاـ ومفتاحها ( ، تعــالى) الله ســوى عما بالكلية القلب - تطهير شروطها

بذكر بالكلية القلب استغراق ، الصالة من التحريم مجرى منها الجاري يكاد ما إلى باإلضافة آخرها وهذا ؟الله في بالكلية الفناء وآخرها ، الله

ق: علم. في 100.المعيشةق: في 101

-33-

Page 34: الكتاب : المنقذ من الضلال - Al-Ghazali · Web viewويرى البعض أن هذا الشك مشابه لما حصل للعالم الفرنسي رينيه ديكارت

الصوفية : طرق اللالض نم ذنقالمالغزالي

ــا. وهي من والكسب االختيـــار تحت يـــدخل أول التحقيق على أوائلهـإليه. للسالك كالدهليز ذلك قبل وما ، الطريقة

أنـــهم حــتى ( ، والمشــاهدات) المكاشفات تبتدئ الطريقة أول ومن منهم ويســـمعون األنبيـــاء وأرواح ، المالئكة يشـــاهدون يقظتهم في

الصــور مشــاهدة من الحــال يترقى فوائد. ثم منهم ويقتبسون أصواتا أن معــبر يحــاول فال ، النطق نطــاق عنها يضيق درجات إلى ، واألمثال

عنه. االحتراز يمكنه ال صريح خطأ على لفظه اشتمل إال عنها يعبر ، الحلــول طائفة منه يتخيل يكــاد قرب إلى األمر ينتهي.الجملة وعلى

ــول وطائفة ، االتحـــاد وطائفة ــأ. وقد ذلك وكل ، الوصـ وجه بينا خطـــذي بل (( ؛ ىناألســ المقصد)) كتــاب في فيه الخطأ ــته ال تلك البس: يقول أن على يزيد أن ينبغي ال الحالة

فظن أذكره لست مما كان ما وكان وال خيرا102!الخبر عن تسأل

منه يرزق لم فمن ، وبالجملة حقيقة من يــدرك فليس ، بالــذوق شــيئا بــدايات ، التحقيق على[ هي ] ، األوليــاء وكرامــات ، االسم إال النبــوة حين ، وســلم عليه الله صــلى الله رسول حال أول ذلك وكان ، األنبياء

ــراء)) جبل إلى أقبل ــان حيث (( ، حـ ــتى ، ويتعبد بربه فيه يخلو كـ حـ إن)) : العرب قالت . !((ربه عشق محمدا ، الذوق يرزق لم سبيلها. فمن يسلك من بالذوق يتحققها ، حالة وهذه

ذلك يفهم حـتى ، الصـحبة معهم أكــثر إن ، والتسامع بالتجربة فيتيقنها فهم.اإليمــان هــذا منهم استفاد ، جالسهم ومن يقينا. األحوال بقرائن ذلك إمكــان فليعلم ، صحبتهم يرزق لم جليسهم. ومن يشقى ال القوم (( القلب عجــائب)) كتــاب في ذكرناه ما على ، البرهان بشواهد يقينا.(( الدين علوم إحياء)) كتب من

والقبــول ، ذوق الحالة تلك عين ومالبسة ، علم بالبرهــان والتحقيق: درجات ثالث . فهذهإيمان الظن بحسن والتجربة عالتسام من

العلم أوتوا والذين منكم منواآ الذين الله يرفع)) (11: 58 )المجادلة: (( درجات

من المتعجبــون ، ذلك ألصل المنكــرون هم ، جهــال قــوم هؤالء ووراء كيف ! أنـــهم العجب : ويقولــون ، ويســخرون يســتمعون ، الكالم هذا

: تعالى الله قال ! وفهيم يهذونالمعتز. البن البيت هذا 102

-34-

Page 35: الكتاب : المنقذ من الضلال - Al-Ghazali · Web viewويرى البعض أن هذا الشك مشابه لما حصل للعالم الفرنسي رينيه ديكارت

الصوفية : طرق اللالض نم ذنقالمالغزالي

ندكع من خرجوا إذا حتى إليك معتيس من ومنـهم)) قال ماذا العلم وتواأ للذين قالوا طبع الذين أولئك آنفا

وأعمى فأصمهم) (( أهواءهم واتبعوا قلوبـهم على الله(16: 47: )محمد ( همأبصار

النب��وة حقيقة)) ، طــريقتهم ممارسة من بالضــرورة لي بان ومما الحاجة مســيس لشدة أصلها على 103التنبيه من بد وال((. وخاصيتها

إليها.

.التنويهق: في 103

-35-

Page 36: الكتاب : المنقذ من الضلال - Al-Ghazali · Web viewويرى البعض أن هذا الشك مشابه لما حصل للعالم الفرنسي رينيه ديكارت

اإليه لقالخ افةك رارواضط: ةوبالن ةقيقح خلق ، الفطرة أصل في اإلنسان جوهر أن :اعلم خاليا ــ ال ساذجا ربخ

تعالى الله إال يحصيها ال كثيرة والعوالم(! تعالى) الله عوالم من معهقال: كما

(31: 74: )المدثر (( هو إال ربك جنود يعلم وما)) اإلدراكــات من إدراك وكل ، اإلدراك بواســطة العــوالم من خبره وإنما ، بــالعوالم ونعــني ، الموجودات من عالم على به اإلنسان ليطلع خلق

الموجودات. أجناس بـــها فيــدرك ، اللمس حاسة اإلنســان في يخلق ما فأول من أجناســا

واللين ، واليبوسة والرطوبة ، والـــبرودة ، الموجـــودات: كـــالحرارة واألصوات األلوان عن قاصر واللمس وغيرها. ، والخشونة بل ، قطعــا

اللمس. حق في كالمعدوم هي وهو ، واألشــكال األلــوان بـــها فيــدرك ، البصر [ حاسة ] له تخلق ثم

المحسوسات. الموع أوسع .والنغمات األصوات فيسمع ، السمع هفي خينف ثم ، المحسوســات عــالم يجــاوز أن إلى . وكــذلكال��ذوق له يخلق ثم

من آخر طــور وهو ، ســنين ســبع من قريب وهو ، التمييز فيه فيخلق فيه فيدرك: وجوده راأطو ، المحسوســات( عالم) على زائدة أمورا

الحس. عالم في شيء منها يوجد الــترقى ثم ــ الواجبــــات فيــــدرك ، العقل له فيخلق ، آخر رطو إلى ي

، والمستحيالت والجائزات قبله. التي األطوار في توجد ال وأموراــور العقل ووراء ــرى عين فيه فتحنت آخر طـ ــها يبصر أخـ وما الغيب بــ

، المستقبل في سيكون قــوة كعــزل عنها معــزول العقل ، خرأ وأمورا مـــدركات عن الحس قـــوة وكعـــزل المعقـــوالت إدراك نع التميـــيز

ألباها العقل مــــدركات عليه عرضت لو الممــــيز أن وكما.التميــــيز ، واســتبعدوها النبــوة مــدركات أبــوا العقالء بعض فكذلك ، واستبعدها

في يوجد ولم يبلغه لم طور أنه إال لهم مستند ال : إذ الجهل عين وذلكــالتواتر يعلم لم لو ، نفســه. واألكمه في موجود غير أنه فيظن ، حقه ب

ــداء ذلك له وحكي واألشكال األلوان والتسامع يقر ولم يفهمها لم ، ابت أعطــاهم بــأن خلقه على تعــالى الله قــرب بـــها. وقد من 104نموذجــا

إما ، الغيب من ســيكون ما يدرك النائم إذ: النوم وهو ، النبوة خاصية: أنموذجا. ش في 104

-36-

Page 37: الكتاب : المنقذ من الضلال - Al-Ghazali · Web viewويرى البعض أن هذا الشك مشابه لما حصل للعالم الفرنسي رينيه ديكارت

النبوة : حقيقة اللالض نم ذنقالمالغزالي

ــال كسوة في وإما صريحا ــير. وهــذا عنـه يكشف مث يجربه لم لو التعب يســقط من النــاس من إن)) لــه: - وقيل نفسه من اإلنســان مغشــيا

فيـــدرك وبصــره وســـمعه إحساسه( عنه) ويــزول ، كــالميت عليه القــوى)) وقــال: ، استحالته على البرهان وأقام ، – ألنكره. ((الغيب

وجودها مع األشـــــياء يـــــدرك ال فمن ، اإلدراك أســـــباب الحساسة قيــاس نــوع وهذا ((وأحق. أولى ركودها مع يدرك ال فبأن ، وحضورها

، اآلدمي أطــوار من طــور العقل أن فكما.والمشـاهدة الوجـود يكذبه بـها يبصر عين فيه يحصل معزولة والحــواس ، المعقــوالت من أنواعــا

فالنبوة ، عنها في يظهر نــور لها عين فيه يحصل طــور عن عبارة أيضا العقل. يدركها ال وأمور ، الغيب نورها

ووقوعها وجودها في أو ، هاـــمكأنإ في:يقع أن إما ، النبوة في والشكمعين. لشخص حصولها في أو ،

ال العــالم في معــارف وجــود وجودها وجودهــا. ودليل هاـــإمكأن ودليلــال أن يتصــور ــوم الطب كعلم ، بالعقل تن ــإن ؛ والنج عنها بحث من ف

) الله جهة من وتوفيق إلهي بإلهـــام إال تـــدرك ال أنها بالضـــرورة علمــام فمن.بالتجربة إليها سبيل وال ( ، تعالى إال يقع ال ما النجومية األحك

خــواص وكــذلك ؟ بالتجربة ذلك ينــال فكيف ، مــرة ســنة ألف كل في هــذه إلدراك طريق وجود اإلمكان في أن البرهان بـهذا فتبين.األدويةــوة أن ال- بالنبوة المراد وهو- العقل يدركها ال التي األمور ــارة النب عب

إحــدى العقل مــدركات عن الخــارج الجنس هذا إدراك بل ، فقط عنها من فقطــرة ، ذكرنا ســواها. وما كثــيرة خــواص ولها ، النبــوة خــواص

معك ألن ذكرناها إنما ؛ بحرها أ ؛ النوم في مدركاتك وهو ، منها نموذجا ) األنبيــاء معجــزات وهي ، والنجوم الطب في جنسها من علوم ومعكأصال. العقل ببضاعة للعقالء إليها سبيل وال ( ، والسالم الصالة عليهم

ســلوك من ، بالــذوق يــدرك فإنما ، النبــوة خواص من هذا عدا ما وأماــذا ألن ؛ التص��وف طريق ــأنموذج فهمته إنما ه ــوم وهو رزقته ب ، الن ، أنمــوذج منها لك ليس خاصة للنــبي كــان به. فــإن صدقت لما ولواله

تفهمها وال وذلك:الفهم بعد التصــديق وإنما ؟ بـها تصدق فكيف ، أصال الـذوق من نـوع به فيحصل التصوف طريق أوائل في حصلي األنموذجــوع الحاصل بالقــدر ــاس يحصل لم بما التصــديق من ون (. إليه) بالقي

النبوة. بأصل لإليمان تكفيك الواحدة الخاصية فهذهــإن ــ ــخص في الشك لك وقع ف ــ ــبي أنه ، معين ش ــ يحصل فال ، ال أم نــالتواتر أو ، بالمشـــاهدة إما ، أحواله بمعرفة إال اليقين ؛ والتســـامع بـــاء تعــرف أن يمكنك ، والفقه الطب عــرفت إذا فإنك ــاء الفقه واألطب

-37-

Page 38: الكتاب : المنقذ من الضلال - Al-Ghazali · Web viewويرى البعض أن هذا الشك مشابه لما حصل للعالم الفرنسي رينيه ديكارت

النبوة : حقيقة اللالض نم ذنقالمالغزالي

تعجز وال ؛ تشــاهدهم لم وإن ، أقــوالهم وســماع ، أحــوالهم بمشــاهدة ( الله رحمه) الشافعي كون معرفة عن أيضا جــالينوس وكون ، فقيها تتعلم بــأن[ بل] ، الغــير عن بالتقليد ال بالحقيقة معرفة ، طبيبا شــيئا

علم لك فيحصل ، وتصـــــانيفهما كتبهما وتطـــــالع والطب الفقه من في النظر فــأكثرت النبــوة معــنى فهمت إذا بحالهما. فكذلك ضروريــار القــرآن عليه الله صــلى بكونه الضــروري العلم لك صلحي ، واألخبــلم ــات أعلى على وسـ ــوة درجـ في قاله ما بتجربة ذلك وأعضد ، النبـ

عليه الله صـلى صـدق وكيف ، القلـوب تصــفية في وتأثيرها العبــاداتقوله: في وسلم

105(( يعلم لم ما علم الله ورثه علم بما عمل من))

قوله: في صدق فيوك أعان من)) 106(( عليه الله سلطه ظالما

قوله: في صدق وكيف الدنيا هموم( تعالى) الله كفاه واحد هم وهمومه اصبح من))

.107(( واآلخرةــإذا ــربت ف ــروري علم لك حصل ، وآالف وألفين ألف في ذلك ج ال ض

فيه. تتمارى العصا قلب من ال ، بـــالنبوة اليقين اطلب الطريق هـــذا فمن ، ثعبانـــا

ــرائن إليه تنضم ولم ، وحده إليه نظرت إذا ذلك فإن ، القمر وشق الق من وأنه ، وتخييل سحر أنه ظننت وربما ، الحصر عن الخارجة الكثيرة

فأنه إضالل تعالى الله.(8)فاطر: (( يشاء من ويهدي يشاء من يضل))

ــرد ــئلة عليك وت ــزات أس ــإذا ، المعج ــان ف ــتند ك كالم إلى إيمانك مس وجه في مرتب بكالم إيمانك فينجزم ، المعجزة داللة وجه في منظوم

الــدالئل إحــدى الخــوارق هــذه مثل فليكن ، عليها والشــبهة اإلشــكال يمكنك ال ضــروري علم لك يحصل حــتى ، نظــرك جملة في والقــرائن

يمكنه ال متــواتر بخــبر جماعة هيخــبر كالذي التعيين على مستنده ذكر يدري ال حيث من بل ، معين واحد قول من مستفاد اليقين أن يذكر أن

اإليم��ان هو فه��ذااآلحــاد. بتعــيين وال ذلك جملة نع يخــرج وال ،.العلمي القوي

المشهورة. الحديث كتب في موجود غير 105ضعيف. حديث وهو مسعود أبن عن عساكر أبن رواه 106 أنه فيه سعيد. قيل بن نـهشل فيه ، ضعيف واسناده مسعود أبن عن ماجة أبن رواه 107

الموضوعات. بل وقيل ، المناكير يروى

-38-

Page 39: الكتاب : المنقذ من الضلال - Al-Ghazali · Web viewويرى البعض أن هذا الشك مشابه لما حصل للعالم الفرنسي رينيه ديكارت

النبوة : حقيقة اللالض نم ذنقالمالغزالي

ــاهدة فهو ال���ذوق وأما ــ طريق في إال يوجد وال ، باليد واألخذ كالمش .الصوفية

، اآلن أقصــده الــذي الغــرض في كــاف ، النبوة حقيقة من القدر فهذاإليه. الحاجة وجه وسأذكر

-39-

Page 40: الكتاب : المنقذ من الضلال - Al-Ghazali · Web viewويرى البعض أن هذا الشك مشابه لما حصل للعالم الفرنسي رينيه ديكارت

العلم نشر سبب عنـه اإلعراض بعد والخلوة العزلة على واظبت لما ، إني ثم بــان ، ســنين عشر من قريباــذوق مرة ، أحصيها ال أسباب من الضرورة على ذلك أثناء في لي ، بال

من خلق إلنســانا : أن اإليماني بالقبول ومرة ، البرهاني بالعلم ومرة الله معرفة محل هي التي روحه حقيقة بالقلب وأعني- 108وقلب بدن

ــدن وأن - ، والبهيمة الميت فيه يشارك الذي والدم اللحم دون ، له البــها صــحة ــذلك القلب وأن ؛ هالكه فيه ومــرض ســعادته بـ صــحة له ك

؛89(( )الشــعراء: سليم بقلب الله أتى من إال)) ينجو وال ، وسالمة ـ( في )) : تعـــالى قـــال كما ، األخـــروي األبـــدي هالكه فيه مـــرض وله

وأن ؛ مهلك سم بالله الجهل وأن(10 )البقــرة:109(( مــرض قلوبـــهم تعــالى الله معرفة وأن ، الممــرض داؤه ، الهوى بمتابعة ، الله معصية ال وأنه ؛ الشـــافي دواؤه ، الهـــوى بمخالفة وطاعته ، المحـــيي ترياقه

ال كما ؛ بأدوية اال ، صــحته وكسب مرضه بازالة ةتــمعالج إلى ســبيلــبيل ــدن معالجة إلى س ــذلك. وكما إال الب ــدن أدوية أن ب ــؤثر الب في ت يجب بل ، العقل ببضاعة العقالء يدركها ال ، فيها بخاصية الصحة كسب

بخاصــية اطلعــوا الــذين ، األنبيــاء من أخــذوها الذين األطباء تقليد فيها بــأن ، الضــرورة على ، لي بــان فكــذلك ، األشــياء خــواص على النبوة األنبياء جهة من المقدرة المحدودة ومقاديرها بحدودها العبادات أدوية

تقليد فيها يجب بل ، العقالء عقل ببضـــــاعة تأثيرها وجه يـــــدرك ال ، وكما العقــل. ببضاعة ال ، النبوة بنور الخواص تلك أدركوا الذين األنبياء

ضعف وبعضها والمقدار النوع( مختلفة أخالط) من تركب األدوية أنــدار الـــوزن في البعض هو سر عن مقاديرها اختالف يخلو فال ، والمقـ

ــادات فكــذلك ، الخــواص قبيل من ــتي العب ، القلــوب داء أدوية هي ال ضــعف الســجود أن حــتى ، والمقــدار النــوع مختلفة أفعال من مركبة

عن يخلو وال ؛ المقــدار في العصر صــالة نصف الصبح وصالة ، الركوعــتي الخــواص قبيل من هو ، االســرار من سر ــور اال عليها يطلع ال ال بن

وتجاهل تحامق النبوة. ولقد العقل بطريق ، يسـتنبط أن أراد من جـدا ، فيها إلهي سر عن ال ، االتفــاق على ذكــرت أنـها ظن أو ، حكمة لها ،

األدوية في أن الخاصــية. وكما بطريق يقتضــيها ــأركأن هي أصــوال ، هاـ

لإلنسان أنق: في 108 بدنا .وقلبااللفظ. بـهذا مرات عشر القرآن في ذكرت 109

-40-

Page 41: الكتاب : المنقذ من الضلال - Al-Ghazali · Web viewويرى البعض أن هذا الشك مشابه لما حصل للعالم الفرنسي رينيه ديكارت

العلم نشر : سبب اللالض نم ذنقالمالغزالي

أصولها أعمال في تأثير خصوص منها واحد لكل ، متمماتها هي وزوائدالعبادات. أركان آثار لتكميل متممات والسنن النوافل كذلك ،

وإنما ، القلــوب أمــراض أطبــاء السالم عليهم : فاألنبياء الجملة وعلى ولنفسه بالتصــديق للنبــوة وشــهد ذلك فناعر نأ وتصرفه العقل فائدة

( إليها) وسلمنا بأيدينا أخذو ، النبوة بعين يدرك ما درك عن 110عجزبال إلى المتحــيرين المرضى وتســليم ، القائــدين إلى العميــان تســليم عما معزول وهو ومخطاه العقل مجرى ههنا المشفقين. فإلى األطباء

إليه. الطبيب يلقيه ما تفهم عن إال ، ذلك بعد مــدة في ، المشــاهدة مجــرى الجارية بالضــرورة عرفناها أمــور فهذه

.والعزلة الخلوة ثم ، النبــوة حقيقة في ثم ، النبــوة أصل في االعتقــادات فتــور رأينا ثم

ــرحته بما العمل في ــ ــوة ش ــ ــيوع وتحققنا ، النب ــ ؛ الخلق بين ذلك ش: أربعة هي فإذا ، إيمأنـهم وضعف ، الخلق فتور أسباب إلى فنظرت

؛ الفلسفة علم في الخائضين من - سبب1 ؛ التصوف طريق في الخائضين من - وسبب2؛ التعليم دعوى الى المنتسبين من - وسبب3الناس. بين فيما بالعلم الموسومين معاملة من - وسبب4

متابعة في منهم يقصر أن من أســأل ، الخلق آحــاد مــدة تتبعت فــإنيــه: وقلت وسره عقيدته عن وأبحث شبهته عن( سألهاو) الشرع ))ل

وتبيعها لها تســتعد ولست بــاآلخرة تــؤمن كنت فــإن فيها تقصر لك ماــدنيا ــذه ، بال ــبيع ال فإنك!حماقة فه ــنين ت ــبيع فكيف ، بواحد االث ال ما ت نفسك فــدبر!كــافر فأنت ، تؤمن ال كنت وإن ؟معدودة بأيام له نـهاية

مــذهبك هو الــذي الخفي كفــرك ســبب ما وانظر ، اإليمــان طلب في جرأتك سبب وهو ، باطنا به تصرح ال كنت وإن ، ظاهرا باإليمــان تجمال

! ((. الشرع بذكر وتشرفا لكـــان ، عليه المحافظة وجبت لو أمر هـــذا إن)) : يق���ول فقائلــذلك أجــدر العلمــاء ، يصــلي ال الفضــالء بين المشــاهير من وفالن ؛ ب

، اليتــامى وأمــوال األوقــاف أمــوال يأكل وفالن ، الخمر يشرب وفالن يأخذ وفالن ، الحــــرام عن يحــــترز وال الســــلطان إدرار يأكل وفالن

وهلم! والشهادة القضاء على الرشوة ((أمثاله. إلى جرا بلغ قد أنه ويزعم ، التصوف( علم) : يدعيثان وقائل ىتــرق مبلغا

العبادة!. إلى الحاجة عناإلباحة! أهل شبهات من أخرى بشبهة يتعلل:ثالث وقائل

.بالعمىق: في 110

-41-

Page 42: الكتاب : المنقذ من الضلال - Al-Ghazali · Web viewويرى البعض أن هذا الشك مشابه لما حصل للعالم الفرنسي رينيه ديكارت

العلم نشر : سبب اللالض نم ذنقالمالغزالي

. التصوف عن ضلوا الذين هم وهؤالء إليه والطريق ، مشــكل الحق )) فيقــول: التعليم أهل لقي رابع وقائل

من أولى المــــذاهب بعض وليس ، كثــــير فيه واالختالف ، 111متعسر والــداعي ، الــرأي أهل بــرأي ثقة فال ، متعارضة العقــول وأدلة ، بعض((. ؟ بالشك اليقين أدع فكيف ، له حجة ال متحكم التعليم إلى

هذا أفعل لست)) يقول: خامس وقائل علم قــرأت ولكني ، تقليدا الحكمة إلى يرجع حاصـــلها وإن ، النبـــوة حقيقة وأدركت الفلســـفةــوتقي الخلق عوام ضبط:هاـتعبدات من المقصود وأن ، والمصلحة دهمي

العــوام من أنا فما ، الشـهوات في واالسترســال والتنــازع التقاتل عن أتبع الحكمـــاء من أنا وإنما ، التكليف حجر في أدخل حـــتى الجهـــال

. ((! التقليد عن فيها مستغن ، بـها ربصي وأنا الحكمة وتعلم ؛ منهم اإللهـيين فلسـفة( مـذهب) قـرأ من إيمـان منتهى هـذا المتجملــون هم الفــارابي. وهــؤالء نصر وأبي ســينا ابن كتب من ذلك

باإلسالم. ، والصــلوات الجماعــات ويحضر ، القرآن يقرأ منهم الواحد ترى وربما

ــريعة ويعظم ــأنه الشـ ــترك ال ذلك مع ولكنه ، بلسـ ــرب يـ ، الخمر شـ غــير النبــوة كــانت إن))لــه: قيل وإذا!والفجــور الفسق من وأنواعــاــول: فربما(( ؟ تصــلي فلم ، صــحيحة ــادة ، الجسد لرياضة)) يق ولع

، صــحيحة الشريعة))قال: . وربما! ((والولد المال وحفظ ، البلد أهلــوة ــال: ! ((حق والنب ــرب فلم)) فيق ــول: (( ؟الخمر تش إنما)) فيق

محــترز بحكمــتي وأنا ، والبغضــاء العداوة تورث هاـألن الخمر عن نـهي في ذكر سينا ابن أن حتى((خاطري. تشحيذ به أقصد وإني ، ذلك عن

يعظم وأن ، وكــذا كــذا على تعــالى الله عاهد فيهـا: أنه كتب له وصــية يشــرب وال ، الدينية العبــادات في يقصر وال ، الشــرعية األوضاع تلهيــا

بل تــداويا والــتزام ، اإليمــان صــفاء في حالته منتهى فكــان ؛ وتشــافيا.التشافي لغرض الخمر شرب استثنى أن ، العبادات

وزادهم ، جماعة بـــهم انخدع وقد.منهم اإليمان يدعي من إيمان فهذا علم بمجاهدة اعترضوا إذ ، عليهم المعترضين اعتراض ضعف انخداعا علته بينا ما على ، لهم ضروري هو مما ذلك وغير ، والمنطق الهندسة

قبل. منــهمـإي ضــعف قد الخلق أصــناف رأيت فلما ــذا إلى مأنـ ــهذه الحد ه بـ

إفضــاح كــان حتى ، الشبهة هذه بكشف ملبة نفسي ورأيت ، األسبابــؤالء ــدي أيسر ه ــربة من عن ــاء ش ــثرة ، م ــومهم في خوضي لك ] عل

.متعسرة ق: والطريق في 111

-42-

Page 43: الكتاب : المنقذ من الضلال - Al-Ghazali · Web viewويرى البعض أن هذا الشك مشابه لما حصل للعالم الفرنسي رينيه ديكارت

العلم نشر : سبب اللالض نم ذنقالمالغزالي

والتعليمية والفالســـفة الصـــوفية[ طـــرق] أعـــني- [ وطـــرقهمــذا في متعين ذلك أن نفسي في انقــدح - ،العلماء من والمتوسمين ه

ومرض ، الداء عم وقد ، والعزلة الخلوة تغنيك محتوم. فماذا ، الوقت مــتى)) نفســي: في قلت ثم ؟الهالك على الخلق وأشــرف ، األطبــاء زمان والزمان ، الظلمة هذه ومصادمة الغمة هذه بكشف أنت تشتغل طرقهم عن ، الخلق بدعوة اشتغلت ولو ، الباطل دور والدور ، الفترة

ــاداك ، الحق إلى ــان أهل لع ــأجمعهم الزم ــوأن ، ب ــاومهم ىـ فكيف تق(( ؟قاهر متدين وسلطان ، مساعد بزمان إال ذلك يتم وال ، تعايشهم

العزلة على باالســتمرار تعــالى الله وبين بيني فترخصت بــالعجز تعلال ســلطان داعية حــرك أن تعــالى الله بالحجــة. فقــدر الحق إظهــار عن

إلى بــالنهوض إلزام أمر فأمر خارج. من بتحريك ال ، نفسه من الوقتــابور ــدارك ، نيس ــذه لت ــترة ه ــزام وبلغ.الف اإلل ــدا ــان ح لو ، ينتهي ك الرخصة سبب أن لي فخطر.الوحشة حد إلى ، الخالف على أصررت

الكسل العزلة مالزمة على باعثك يكــــون أن ينبغي فال ، ضــــعف قدــرخص ولم ، الخلق أذى عن وصونها النفس عز وطلب ، واالستراحة ت

يقول: وتعالى سبحأنه والله ، الخلق معاناة رسع لنفسك يقولوا أن تركواي أن الناس بسلم. أح: االرحيم الرحمن الله بسم)ـ)

3-1)العنكبوت: (( اآلية قبلهم من الذين افتن ولقد نونتفي ال وهم آمنا)

:خلقه أعز وهو لرسوله وجل عز ويقول حــتى ، وأوذوا بواذــك ما على بروافصــ قبلــك من سلر تبذك ولقد))ــ

(( المرسلين نبأ من جاءك ولقد ، الله لكلمات مبدل وال ؛ نصرنا أتاهم (34) األنعام:ــول ــ ــرحمن الله بسم: )) وجل عز ويق ــ ــرحيم ال ــ ــرآن يس: ال ــ والقــذر إنما)) قوله إلى.. ((الحكيم. ــذكر اتبع من تن ــرحمن وخشي ال ال (11-1((. ) يس: بالغيب

فــاتفقوا ، والمشـاهدات القلـوب أرباب من جماعة ذلك في فشاورت ذلك إلى وانضــاف ؛ الزاوية من والخــروج ، العزلة بترك اإلشارة على

مبــدأ الحركة هــذه بــأن تشــهد ، متــواترة كثيرة الصالحين من منامات فاســتحكم ؛ 112المائة هــذه رأس على ســبحأنه الله رهاقد ورشد خــير

الله وعد وقد الشـــهادات هـــذه بســـبب الظن حسن وغلب ، الرجـــاءــالى الله ر ويس.ئةام كل رأس على دينه بإحياء سبحأنه إلى الحركة تع

الله قــال: )) إن وســلم عليه الله صلى الله رسول عن هريرة أبو عن والحاكم دواد أبو 112((. دينها لها يجدد من سنة مائة كل رأس على األمة لهذه يبعث

-43-

Page 44: الكتاب : المنقذ من الضلال - Al-Ghazali · Web viewويرى البعض أن هذا الشك مشابه لما حصل للعالم الفرنسي رينيه ديكارت

العلم نشر : سبب اللالض نم ذنقالمالغزالي

وأربع وتسعين تسع سن ، القعدة ذي في المهم بـهذا للقيام ، نيسابور وأربع وثمانين ثمان سنة القعدة ذي في بغداد من الخروج وكان.ئةام الله رهاقد حركة وهــذه.ســنة عشر إحــدى العزلة مــدة وبلغت.ئةام

ــالى ــائب من( وهي) ، تع ــتي تقديراته عج ــداح لها يكن لم ال في انق عن والنــزوع ، بغـداد من الخروج يكن لم كما ، العزلة هذه في القلب

إمكأنه خطر مما األحوال تلك القلـوب مقلب تعالى والله ؛ بالبال أصال وأنا.113(( الرحمن أصابع من إصبعين بين المؤمن قلب)) و واألحوال

ودع الرجوع فإن!رجعت فما ، العلم نشر إلى رجعت وإن ، أني أعلمــان ما إلى ــان ذلك في وكنت ، كـ ــذي العلم أنشر الزمـ يكتسب به الـ

اآلن أماوونيــتي. قصدي ذلك وكان ، وعملي بقولي إليه وأدعو ، الجاهالجاه. رتبة سقوط بـه ويعرف ، الجاه تركي به الذي العلم إلى فأدعو

أن أبغي وأنا ؛ مــني ذلك الله يعلم ؛ وأمنيتي وقصدي نيتي اآلن هو هذا دون 114خــترمأ أم مــرادي لأأصــ أدري ولست ، وغــيري نفسي أصــلح

إال قــوة وال حــول ال أنه ومشــاهدة يقين إيمــان ؤمنا ولكــني ؟غرضي لم وإني ؛ حركــــني لكنه ، أتحــــرك لم وأني ( ؛ العظيم العلي) بالله

ــتعملني لكنه ، أعمل ــ ؛ اس ــلحني أن لهأفأس يص ــلحي ثم ، أوال ، بي ص الحق يريــني وأن ؛ بي يهــدي ثم ، نييويهد ، اتباعه ويرزقــني ، حقــا

الباطل ويريني .اجتنابه ويرزقني ، باطال * **

ــود ــاه ما إلى اآلن ونع ــذك اإليمــان ضــعف أســباب من ذكرن طريق رب:مهالكهم من وإنقاذهم إرشادهم

، التعليم أهل من س���معوه بما الح���يرة ادع���وا ال���ذين أما نطــول (( وال المســتقيم )) القســطاس كتــاب في ذكرناه ما فعالجهم

الرسالة. ( هذه ) في بذكره أنــواع ســبعة في شبههم حصرنا فقد ، اإلباحة أهل توهمه ما وأما

.(( السعادة كيمياء)) كتاب في وكشفناها أصل أنكر ح����تى ، الفلس����فة بطريق إيمأنه فسد من وأما

ــدليل ، بالضرورة ووجودها النبوة حقيقة ذكرنا فقد ، النبوة ) وجــود ب المقدمة هــذه قــدمنا وغيرهمــا. وإنما والنجــوم األدوية خــواص ( ملع

من ألنه ، والنجــوم الطب خــواص من الــدليل أوردنا اـم وأن.ذلك ألجل والطب كالنجوم ، العلوم من بفن عالم لكل نبين علمهم. ونحن نفس

روايات ماجه وأبن الترمذي في ويوجد العاص بن عمرو بن عبدالله عن وأحمد مسلم 113أخرون. عن مشابـهه

أخذته. أى ، المنية يقال: اخترمة 114

-44-

Page 45: الكتاب : المنقذ من الضلال - Al-Ghazali · Web viewويرى البعض أن هذا الشك مشابه لما حصل للعالم الفرنسي رينيه ديكارت

العلم نشر : سبب اللالض نم ذنقالمالغزالي

ــحر والطبيعة ــمات والسـ ، 115والطلسـ ــان ، علمه نفس من مثال برهـالنبوة. على الش��رع أوض��اع وس��وى ، بلس��أنه النبوة أثبت من وأما

له بحكم مــؤمن هو وإنما ، بــالنبوة كــافر التحقيق على فهو ، الحكمة يكــون أن طالعه يقتضي ، مخصــوص طــالع ــا من هــذا وليس ؛ متبوع ، العقل وراء طــور بإثبات يقر أن:بالنبوة اإليمان بل.شيء في النبوة ، عنها معـــزول والعقل ، خاصة مــدركات بــــها يــدرك عين فيه تنفتح وجميع ، األصوات إدراك عن والبصر ، األلوان إدراك عن السمع كعزل

البرهان أقمنا فقد ، هذا يجوز لم فإن.المعقوالت إدراك عن الحواســوده. وإن على بل ، إمكأنه على ــوز وجـ ــذا جـ ناهه أن ، أثبت فقد ، هـ

حواليها العقل تصــرف يــدور ال ، خــواص تسمى أمورا يكــاد بل ، أصــالــها العقل ــإن باســتحالتها. ويقضي يكذبـ ــون من 116دانق وزن ف ، األفي

علم يدعي والذي.برودته لفرط العروق في الدم يجمد ألنه قاتل سم المــاء بعنصــري يــبرد إنما ، المركبــات من يــبرد ما أنه يزعم ، الطبيعة

ــتراب ــوم العنصــران فهما ؛ وال ــاردان. ومعل أن الب المــاء من أرطــاال طــبيعي أخــبر الحــد. فلو هــذا إلى البــاطن في تبريدها يبلغ ال والتراب

فيه أن استحالته على والدليل ، محال هذا)) لقال: ، يجربـه ولم بـهذاــدها ال والنارية والهوائية ، وهوائية نارية ــرودة تزي مــاء الكل فنقــدر ؛ ب

فبأن انحار إليه انضم فإن.التبريد في اإلفراط هذا يوجب فال ، وترابا في الفالسـفة بـراهين برهانا! وأكثر هذا ويقدر. ((أولى ذلك يوجب ال

األمــور تصــوروا الجنس! فأنـهم هذا على مبني ، واإللهيات الطبيعيات لم ولو ، اســتحالته قــدروا يألفوه مل ماو ، وعقلوه وجدوه ما قدر على ، الحــواس ركــود عند أنه ، مــدع وادعى ، مألوفة الصــادقة ياؤالر تكن لواحــد: قيل العقــول. ولو هــذه بمثل المتصــفون ألنكره ، الغيب يعلمــدة في يوضع ، حبة بمقــدار هو ، شيء الدنيا في يكون أن يجوز هل بل

] يبقي فال نفسه يأكل ثم بجملتها البلدة تلك فيأكل البلــدة من[ شــيئا جملة من وهو محــالل هــذا)) لقال: (( ؟نفسه هو يبقى وال ، فيها وما

ســمعها. إذا النــار ير لم من ينكرها ، النــار حالة وهــذه ((الخرافــات! ))للطبيعي: القبيل. فنقول هذا من هو اآلخرة عجائب[ إنكار] وأكثر

ليست ، التبريد في خاصــية األفيــون في: تقول أن إلى اضطررت قد األوضــاع في يكــون أن يجــوز ال فلم بالطبيعــة. المعقــول قيــاس على

أنه كاتبها يزعم وأعداد السحر: خطوط مصطلحات من وهو يوناني أصل من اللفظ هذا 115الوسيط. المعجم السفلية. راجع بالطبائع العلوية الكواكب روحانيات بـها يربط

الدرهم. وكسرها(: سدس النون )بفتح الدانق 116

-45-

Page 46: الكتاب : المنقذ من الضلال - Al-Ghazali · Web viewويرى البعض أن هذا الشك مشابه لما حصل للعالم الفرنسي رينيه ديكارت

العلم نشر : سبب اللالض نم ذنقالمالغزالي

يــدرك ال ما ، وتصــفيتها القلــوب مــداواة في ، الخــواص من الشــرعيةــوة بعين إال ذلك يبصر ال بل ، العقلية بالحكمة ــترفوا قد بل (( ؟النب اع الخواص من وهي ، كتبهم في أوردوه فيما هذا من أعجب هي بخواصــتي الحامل معالجة في المجربة العجيبة ــهذا ، الطلق عليها عسر ال بـالشكل:

ــتين على يكتب ــاء يصــبهما لم خرق ، بعينها الحامل إليهما وتنظر ، م الخــروج. وقد إلى الحــال في الولد فيســرع ، قــدميها تحت اموتضــعه

فيه شكل وهو (( ؛ الخواص عجائب)) في وأوردوه ذلك بإمكان أقروا جدول في ما مجموع يكون ، مخصوصة رقوم فيها يرقم ، بيوت تسعة على أو عرضه في أو الشـــكل طـــول في قرأته ، عشر خمسة واحد

.117التأريب بــأن ، للتصــديق عقله يتسع ال ثم ، بــذلك يصــدق شعري! من ليت فيا

هو ، بثالث والمغــرب ، بــأربع والظهر ، بركعــتين الصــبح صــالة تقــدير األوقــات. هــذه اختالف وســببها ؟الحكمة بنظر معلومة غــير لخــواص

أن النبوة. والعجب بنور الخواص هذه تدرك وإنما إلى العبارة غيرنا لو اـــارة ــوا ، المنجمين عب أليس)) فنقــول: ، األوقــات هــذه اختالف لعقل أو ، الســماء وسط في الشمس تكون بأن ، الطالع في الحكم يختلف

ــارب في أو ، الطــالع في ــوا حــتى ، الغ ــذا على يبن ــتسييرات في ه همـ وبين الــزوال بين فــرق وال ، واآلجــال األعمار وتفاوت ، العالج اختالف

الشمس كون وبين المغرب بين وال ، السماء وسط في الشمس كون بعبــارة يســمعه ذلك أن إال(( ؟ســبب ذلك لتصديق فهل ، الغارب في

لو حــتى ، تصــديقه يعــاود يــزال مرة. وال ئةام كذبه جرب لعله ، منجم ونظر ، الســماء وسط في الشــمس كــانت إذا)) : [ له] المنجم قــال فلبست ، الفالني البرج هو والطالع ، الفالني الكوكب إليها ثوبا ــدا جدي ذلك في الثوب يلبس ال فأنه (( الثوب! ذلك في قتلت الوقت ذلك في

: )أو ش في 117 (.التأريب على )أو من جوانبه( بدال

-46-

4 9 2 د ط ب3 5 7 ج ـه ز8 1 6 ح ا و

Page 47: الكتاب : المنقذ من الضلال - Al-Ghazali · Web viewويرى البعض أن هذا الشك مشابه لما حصل للعالم الفرنسي رينيه ديكارت

العلم نشر : سبب اللالض نم ذنقالمالغزالي

وقد منجم من ســمعه وربما ، الشديد البرد فيه يقاسي وربما ، الوقتمرات!. كذبـه 118عرفــعري! من فليت ــول عقله يتسع شـ ــذه لقبـ ــدائ هـ إلى ويضـــطر عالبـ

ينكر فيكف- األنبيــاء لبعض معجــزة معرفتها- خــواص هاـــبأن االعتراف مل ، بــالمعجزات مؤيد صــادق نــبي قــول من يســمعه فيما ، ذلك مثل

! (.إلمكأنه يتسع ال ولم) بالكذب! قط يعرف ورمي ، الركعــات أعــداد في الخــواص هــذه إمكــان فلسفي أنكر فإن

وبين بينها يجد لم ، الشرع تعبدات وسائر ، الحج أركان وعدد ، الجمار والنجوم األدوية خواص جــربت قد)) قــال: أصال. فــإن فرقا من شــيئا النجوم بعضه فوجدت ، الطب من وشيئا نفسي في فانقــدح ، صــادقا

ــبي من وســقط تصــديقه فبم ، أجربه لم وهــذا ؛ ونفرته اســتبعاده قلــوده أعلم ــررت وإن(( ؟وتحقيقه وجـ ــأقول: ، بإمكأنه أقـ ال إنك)) فـ

، همـــوقلدت المجــربين أخبــار سمعت بل جربته ما تصديق على تقتصرــوا فقد األنبياء أقوال فاسمع بـه ورد ما جميع في الحق وشــاهدوا جرب((ذلك. بعض بالمشاهدة تدرك سبيلهم واسلك ، الشرع

ــول: أني على التصــديق بوجــوب عقلك فيقضي ، تجربه لم وإن)) أق فرضنا لو قطعا. فإنا واإلتباع ( ، المـرض) يجــرب ولم وعقل بلغ رجال معرفة في دعــواه يسـمع ، بـالطب حـاذق مشـفق والد وله ، فمـرض

لمرضك يصــلح هــذا )) فقال: ، دواء والده له فعجن ، عقل منذ الطب الدواء كان إن ، عقله يقتضيه فماذا ((سقمك. من ويشفيك كريه مرا هــذا مناســبة أعقل[ ال] أنا ))ويقــول: كذبي وأ ؟يتناول أن ، المذاق إن تســتحمقه أنك شك فال(( أجربــه! ولم ، الشــفاء لتحصــيل الــدواء

))قلت: توقفــك! فــإن في البصائر أهل يستحمقك وكذلك ذلك! فعلف ــهذا ومعرفته وسلم عليه الله صلى النبي شفقة أعرف مب ؟الطب بـ ذلك وليس[ أبيك شفقة] عرفت وبم)) فأقول: (( أمرا ــا ؟محسوس وموارده مصادره في أعماله وشواهد أحواله بقرائن عرفتها بل ــا علم

((فيه. تتمارى ال ضروريا من ورد وما ، وســلم عليه الله صــلى الله رسول أقوال في نظر ومن

ــار ــاد اهتمامه في األخب ــاس جر في وتلطفه ، الخلق بإرش ــأنواع الن بــين إلى ، واللطف 119الرفق ــ ــالح األخالق تحسـ ــ ــبين ذات وإصـ ــ ، الـ

بأن ، ضروري علم له حصل ، ودنياهم دينهم به يصلح ما إلى وبالجملة

.جربق: في 118.واللين: زاد ق في 119

-47-

Page 48: الكتاب : المنقذ من الضلال - Al-Ghazali · Web viewويرى البعض أن هذا الشك مشابه لما حصل للعالم الفرنسي رينيه ديكارت

العلم نشر : سبب اللالض نم ذنقالمالغزالي

على الوالد شــفقة من أعظم أمته على وســلم عليه الله صلى شفقتهولده.

الغيب عجــائب وإلى ، األفعــال من عليه ظهر ما عجائب إلى نظر وإذا في ذكــره ما وإلى ، األخبــار وفي لسـأنه على القــرآن عنه أخــبر الذي علم ، ذكره كما ذلك فظهر ، الزمان آخر علما الطــور بلغ أنه ضــروريا

ال الذي الغيب منها ينكشف التي العين له وانفتحت ، العقل وراء الذيالعقل. يدركها ال التي واألمور ، الخواص إال يدركهــلى النبي بتصديق الضروري العلم تحصيل منهاج هو فهذا عليه الله ص

بالعيان. ذلك تعرف ، األخبار وطالع القرآن وتأمل فجرب. وسلم في إليه الحاجة لشدة ذكرناه ، المتفلسفة تنبيه في يكفي القدر وهذا

الزمان. هذا فيداوي-العلماء سيرة بسبب اإليمان ضعف - وهو الرابع السبب وأماأمور: بثالثة المرض هذا ومعرفته الحــرام يأكل أنه تزعم الذي العالم إن: ))قولت : أناهأحد

والربا[ الخنـــزير ولحم] الخمر بتحريم كمعرفتك الحرام ذلك بتحريمــريم بل ، ــذب الغيبة بتح ــرف وأنت ، والنميمة والك ال ، وتفعله ذلك تع

فشـــهوته ؛ عليك الغالبة لشـــهوتك بل ، معصـــية بأنه إيمانك لعـــدم به يتمــيز هــذا وراء بمســائل فعلمه ، غلبتك كما غلبته وقد ، كشــهوتك

المعين. المحظور هذا عن زجر زيادة يناسب ال ، عنك وإن ، البارد الماء وعن الفاكهة عن يصبر ال بالطب مؤمن من وكم)ـ)

ــره ــبيب زج ــه! وال الط ــدل عن ــير أنه على ذلك ي ــار غ ان على أو ، ض . ((العلماء هفوات محمل فهذا ، صحيح غير بالطب اإليمان

ــامي: يقــال أن:الث��اني ــالم أن تعتقد أن ينبغي)) للع علمه اتخذ الع ــرا ــرة في لنفسه ذخ ــون ، ينجيه علمه أن ويظن ، اآلخ ويك له شــفيعا

زيادة يكون أن جاز علمه. وإن لفضيلة ، أعماله في معه يتساهل حتى ، ممكن. فهو وهو ، له درجة زيـــادة يكـــون أن يجـــوز فهو ، عليه حجة إليه نظــرت العــامي! إذا أيها أنت وأما بالعلم. يدلي ، العمل ترك وإن

شــفيع وال عملك بســوء فتهلك ، عاطل العلم عن وأنت العمل وتركت! ((لك

على إال معصية يقارف ال ، الحقيقي العالم أن ، الحقيقة هوو: الثالث يكون وال ، الهفوة سبيل الحقيقي العلم أصال. إذ المعاصي على مصرا

الــدنيا. ومن من خــير اآلخــرة وأن ، مهلك سم المعصــية أن فيعر ما.[ منه] أدنى هو بما الخير يبيع ال ، ذلك فعر

-48-

Page 49: الكتاب : المنقذ من الضلال - Al-Ghazali · Web viewويرى البعض أن هذا الشك مشابه لما حصل للعالم الفرنسي رينيه ديكارت

العلم نشر : سبب اللالض نم ذنقالمالغزالي

النــاس. أكــثر بـــها يشــتغل الــتي العلــوم بــأنواع يحصل ال العلم وهــذا تعــالى. وأما الله معصــية على جــرأة إال العلم ذلك يزيــدهم ال فلــذلك

خشية صاحبه فيزيد ، الحقيقي العلم يحــول وذلك [ ، ورجــاء ] وخوفــا الفــترات في البشر عنها ينفك ال التي الهفوات إال المعاصي نيوب بينه

بعيد وهو ، ابتو مفتن فــالمؤمن اإليمــان. ضــعف على يــدل ال وذلك ،واإلكباب. اإلصرار عن

* **

-49-

Page 50: الكتاب : المنقذ من الضلال - Al-Ghazali · Web viewويرى البعض أن هذا الشك مشابه لما حصل للعالم الفرنسي رينيه ديكارت

العلم نشر : سبب اللالض نم ذنقالمالغزالي

ــات هماـوآفات والتعليم الفلسفة ذم في أذكره أن أردت ما هذا من وآفبطريقه. ال ، عليهما أنكر

ــاه آثــره ممن يجعلنا أن العظيم الله نسأل الحق إلى وأرشــده ، واجتب لم حــتى نفسه شر عن وعصــمه ، ينساه ال حتى ذكره وألهمه ، وهداه

إياه. إال يعبد ال حتى لنفسه واستخلصه ، سواه عليه يؤثروسلم. وصحبـه آله وعلى محمد سيدنا على الله وصلى

* **

ة ذي الى الموصل و اللالض نم ذنقالم كتاب تم وبـهذا والجالل العزجناته فسيح واسكنـه تعالى الله رحمه الغزالي لألمام

* **

-50-

Page 51: الكتاب : المنقذ من الضلال - Al-Ghazali · Web viewويرى البعض أن هذا الشك مشابه لما حصل للعالم الفرنسي رينيه ديكارت

والتحقيق: النص عن مالحظهــرحمن الله بسم ــرحيم ال على والســالم والصــالة ، نســتعين وبـه ، ال

تنــــزل وبفضـــله الصـــالحات بـه تمم الـــتي لله الحمد ؛ الله رســـول منا - ولهم االمــارتي الــوراق موقع من نقل الكتــاب هذا البركات. نص

الــذي النقص بعض اكمــال و تعــديالت عليه أدخل الشــكر- وقد جزيل الكتب دار بطبعة النص مقارنة مع هامة تصــحيحات و النص في كــان

الخامسة والطبعة ؛ الــدين شمس أحمد بتحقيق م1988 لعام العلميةاد كامل األســتاذ من كل حققها الــتي كما صــليبا جميل األســتاذ و عي جبر.و لفريد الفرنسية الترجمة مع االنسانية الروائع سلسة في وردت

قـــدر على حاولنا و الهـــامش في النســـختين بين االختالف ذكرنا قد تحقيق إن الكتـــاب. ثم صـــدر في صـــحيح هو ما اثبـــات المســـتطاع

أحمد عن مــأخوذ الكلمــات بعض وشــرح الشــريفة النبوية األحــاديثالقصد. وراء من واختصار. والله بتصرف الدين شمس

كالتالي: الهواش في اتخذت التي والرموزالنص. اصل وهي الوراق : - يعني ق

الدين. شمس أحمد ش: - نسخةاد كامل األستاذين د: - نسخة صليبا. وجميل عي

ن اسماعيل محمد واختيار وتحقيق تصحيح عبدالله رائق شــذا و حــزيم.2002 عام منتصف في الغزالي لموقع

* **

-51-